انتظرت سميرة عودة عمر ، ظلت تراقبه من شباك حجرتها وعندما وجدته يدخل من باب العقار ألقت بنفسها فى حجرتها على الأرض ، تظاهرت بالإغماء ، جلس ابنها بجوارها يبكى ، وفور دخول عمر سمع صوت بكاء ابنه فاندفع نحو الحجرة ، وجد سميرة ملقاة على الأرض ، حملها بسرعة ووضعها في فراشها وحاول إفاقتها ، رش عليها عطر لكنها لم تستجب ، ظل يدلك يدها وقلبها وهو يحدثها .
عمر : حقك عليا يا سميرة ، أنا عارف إنى كنت غبى وقسيت عليكى ، أنا عارف إنك اتعذبتى بسبب خصامى لكى يا حبيبتى ، مش عارف أنا ازاى استحملت تبعدى عنى .
اتقنت سميرة الدور ، حيث خشبت جسدها ولم تتحرك وتظاهرت بالاختناق ، ظلت تاخذ نفسها وتخرجه بسرعة كمن يصارع الموت فانهارت مقاومة عمر وظل يهز جسدها بهستيريا وعنف ويصرخ كالمجنون : ما تسيبنيش يا سميرة ، هأعمل لك كل اللى تقولى عليه ، هأمسح رقمها وأعمل لها بلوك ولو تحبى أحذف أرقام البنات كمان أنا موافق ، بس خليكى معايا .
هنا وصلت سميرة لما خططت له فبدأت في التحرك خصوصا مع هزات عمر العنيفة لجسدها ، فقالت بلسان متعثر : أنا فين ؟ إيه اللى حصل ؟ عمر أنت معايا يا حبيبى ؟
عمر وهو يقبل يدها ورأسها : ومش هاسيبك يا روحى .
سميرة بدلال ووهن مصطنع : كنت هأموت يا عمر .
عمر بلهفة : بعد الشر عليكى يا حبيبتى .
سميرة : كنت خايفة أموت قبل ما تيجى ، كان نفسى أشوفك قبل ما أموت .
عمر : ما تقوليش كدة يا روحى لو جرالك حاجة هأموت وراكى .
سميرة : احضنى يا عمر ، حضنك وحشنى قوى .
عمر وهو يحتضنها : انتى كمان يا حبيبتى وحشتينى .
سميرة بوهن : هونت عليك يا عمر ؟ جالك نوم من غيرى ؟ أنا جالى هبوط من قلة النوم وقلة الأكل ، وفضلت استنى تيجى تصالحنى ما جيتيش ، كان ممكن أصالحك أنا ، بس أستنيت عشان أشوف غلاوتى عندك ، وعشان أعرف هاتستحمل بعدى قد إيه ، راهنت عليك وخسرت يا عمر .
عمر : لا يا حبيبتى ما خسرتيش ، أنا خلاص عمرى ما هازعلك تانى .بعد عمل عبد الرحمن بالقناة الفضائية انتقل للعيش فى شقة فاخرة فى إحدى المدن الجديدة والتى تتسم بالهدوء والفخامة ، ظلت أمه تلح عليه فى الزواج مرة أخرى لكنه رفض ، واكتفى بإحضار خادمة لها تقوم بأعباء البيت ورعاية أولاده بعد أن أكرمه الله ، كما اشترى سيارة واستعان بأحد شباب قريته ليقودها بعد ان كان يستأجر سيارة لقضاء مشاويره .
جلست هند تتحدث مع عزة .
عزة : إيه يا هند كنتى بتقولى إن عريسك أى وقت هتحدديه هيجى ، ما جاش ليه ؟ عدى أسبوعين كدة من يوم ما اتكلمنا .
هند : هو بس عنده شوية مشاكل هيحلها ويجى .
عزة : مشاكل إيه ؟ المشاكل دى لها علاقة بجوازه منك ؟
هند : يعنى .
عزة : مش عارفة ليه مش مطمنة له ، حاسة إن فى حاجة مخبياها عليا .
هند : إحساسك فى محله .
عزة : في إيه ؟
هند : تقريبا فى مشكلة مع مراته الأولى ، شكلها عرفت وعاملة مشكلة معاه .
'صدمت عزة مما سمعته ، ذكرتها هند بسميرة التى سرقت زوجها وهدمت حياتها ، كانت ستصرخ فى وجهها لكنها تماسكت وقررت مناقشتها بحكمة وهدوء .
عزة : يا نهار أبيض انتى مرتبطة بواحد متجوز ؟
هند : وفيها إيه ؟
عزة : هتخريى بيت واحدة تانية وبتقولى فيها إيه ؟
هند : هو كدة كدة كان هيتجوز ، أنا أو غيرى .
عزة : ما يمكن لو بعدتى انتى أو غيرك ينعدل .
هند : العيب مش فيه لوحده .
عزة بسخرية : آه هو ملاك وهى اللى ما تستاهلوش .
هند : هما مختلفين وفى مشاكل بينهم وهو مش مرتاح معاها .
عزة : مين اللى قال لك إن فى مشاكل بينهم ؟ هو صح ؟ وصدقتيه ؟ ما كل البيوت فيها مشاكل ، معنى كدة إن كل الرجالة تروح تتجوز تانى ؟
هند : حتى لو ما فيش مشاكل هو بيحبنى ومن حقه يتجوز ، الشرع بيقول كدة .
عزة : ما بيدوروش في الشرع إلا اللى على هواهم ، سابوا كل آيات القرآن ومسكوا فى آيات التعدد .
هند : على فكرة أنا كمان باحبه وعايزاه ، وما تقلقيش جوازنا هيكون رسمى وهيضمن لى كل حقوقى .
عزة : وليه تاخدى نص رجل وتعيشى نص حياة ؟ ويمكن كمان ما تاخديش النص ، طالما هيتجوزك بدون علم مراته يبقى أكيد هيجى لك سرقة مرة فى الأسبوع ، يقعد معاكى ساعتين ويمشى ، ولو عرف يضحك على مراته ويطلع لها بحجة يبات عندك يوم .
هند : لا هو حلف إنه هيجى لى يومين فى الأسبوع ، ويبات عندى فيهم ، هو شغال سواق فى شركة وبتجى له مأموريات شغل بعيد يعنى هيعرف يتصرف .
عزة : بيقول لك كدة لحد ما يوصل لك وبعد كدة هيبقى أمر واقع تقبلى باللى هيجود عليكى بيه ، هتفضلى طول عمرك فى الضل ، وهى مراته قدام الناس ، هى اللى بتخرج وتحضر المناسبات ، هى أم عياله ، إلا صحيح ناوية تخلفى وإلا دى كمان متنازلة عنها ؟
هند : إحنا متفقين نخلف بعد سنتين .
عزة : عارفة ليه ؟ عشان هو مش هيكمل أكتر من كدة ، لإما هيزهق بعد ما يكون خد اللى عايزه ، لإما مراته هتكون عرفت وساعتها لو خيرته بينك وبينها هيختارها ، حتى لو زى ما بتقولى إنه مش مرتاح معاها وفى مشاكل بينهم .
هند : أقدر أشرط عليه إننا ما نأجلش الخلقة .
عزة : مش هيوافق لإنه مش ناوى يخلف منك ، عايز يبقى خفيف خفيف ، وأما الموضوع ينتهى يبقى ما خسرش حاجة .
هند : هو هيجى لك ، شوفى الضمانات اللى انتى عايزاها منه .
عزة : أنا الموضوع كله مضايقنى بس طالما انتى مقتنعة بيه ما أقدرش أفرض عليكى رأيى .انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله
أنت تقرأ
مقبرة الحب الاول
ChickLitقصة حب لم تنته بين عمر وسميرة تزوج عمر من عزة وظل قلبه معلق بسميرة وتزوجت سميرة من الشيخ عبد الرحمن وظل قلبها معلق بعمر رغم انجاب كل منهما ثلاثة اطفال وفجاة تلتقى سميرة بعمر فتقرر انهاء حياتها الزوجية مضحية بزوجها المحب واولادها الثلاثة من اجل الزوا...