مقبرة الحب الأول

85 5 0
                                    

كانت عزة تتناول طعامها مع البنات العاملات معها ، يجتمع الجميع علي الطبلية التي كانت عزة لا ترتاح في تناول الطعام إلا عليها ، كانت ترسل لجلال طعامه مع على ابن شقيقتها يتناوله فى أي مكان ، بعد تناول الغداء يرتاح الجميع نصف ساعة لتناول المشروبات ثم يبدأ العمل .

تسللت مريم إلي البلكونة ووقفت تحدث ياسر حبيبها الذي كان ثائرا كعادته .
مريم : اسمعني بس يا ياسر ، أنا شغالة ومش في حكم نفسي.
ياسر : قلت لك مليون مرة أما أرن عليكي تردي ، حتي لو كنتي مع الجن الأزرق ، انتي بتردي عليا وانتي في المحاضرة ، وبعدين أنا قلت لك اقعدي من الشغل وأنا أصرف عليكي انتي مش راضية  .
مريم : قلت لك عايز تصرف عليا اتقدم لي واتجوزني .
ياسر : إحنا لسة متعرفين من شهرين ، لازم نعرف بعض أكتر مش يمكن نختلف ومانقدرش نكمل مع بعض .
مربم : ربنا ما يجيب اختلاف ، لما نتجوز والله ما هأخالفك ولا أضايقك في أي حاجة وهأسمع كل كلامك ، ياسر أنا بأحبك قوى .
ياسر : برضو يا مريم مش عايزين نستعجل .
مريم : ياسر أنت بتحبنى ؟ هو أنا ممكن ما أعجبكش ؟ ممكن تسيبني ؟
ياسر : والله لو تعبتيني هأسيبك ،
أنتي عارفة إني باتعب في شغلى وخلقي ضيق ، وأحب اللى معايا تسمع الكلام .
مريم : حاضر .
ياسر : جاي لك بكرة الكلية .
مريم : بجد ؟ هتيجي بلبس الشغل؟
ياسر : في إيه يا مريم ؟ وهي هتفرق ؟
مريم : خلاص يا حبيبى المهم إنك تيجي .

أما هند فقد جلست تحدث حسن  حبيبها علي الواتس بالرسائل .
حسن : خدى بالك أنا بقالى كتير عمال أتحايل عليكي عشان أجى أخطبك انتي اللى مش راضية .
هند : موضوع مراتك ده قالقنى ، خايفة أكون السبب في خراب بيتها .
حسن : قلقانة ليه ؟ قلت لك إحنا منفصلين من قبل ما أشوفك ، وكدة كدة كنت هاتجوز .
مريم : طب ما تطلقها .
حسن : الطلاق هيعمل مشاكل ويدخلنى فى سكة المحاكم ، وعايز مصاريف نفقة لها والعيال وللمحامين .
هند : وماله ما تطلقها وتديها حقها من غير محاكم ، ما أنت ربنا كارمك ومعاك .
حسن : بصراحة أنا خايف على نفسية العيال .
مريم : يعنى هو ده السبب اللى مش مخليك تطلقها ؟
حسن : أيوه وحياتك ، أنا عايش معاها عشان العيال ، لكن وغلاوتك بقالى سنتين ما بأقرب لها .
الساذجة ككل الساذجات مثلها صدقت المقولة الشائعة ، عايش معاها عشان العيال ، مقولة نسمعها كل يوم ونضحك عليها ، لكن نصدقها حين نريد أن نصدقها ، حين نكون مغيبين بوهم الحب ، الرجل الشرقى عموما والمصرى خاصة مظلوم ، يعيش مع زوجته من أجل الأطفال وأحيانا التكييف أو الواى فاى ، أو زوجته مريضة ومشلولة وعاجزة ولا يريد أن يتركها لانه ابن أصول ، يريد زوجة ثانية لا تكلفه كثيرا ، لكنه لا يمتلك الشجاعة لمصارحة الأولى ، التى أصبحت من ممتلكاته التى لا يجب أن يفرط فيها ، يتزوج فى الغالب سرا ، وعندما ينكشف أمره لن يخسر كثيرا ، سيترك الثانية ويعود نادما إلى الأولى ، يقول انها نزوة ولا ينسى أن يلقى باللوم عليها ويقول انها السبب ، لولا تقصيرها ما تزوج .

في حين أغلقت مايسة علي نفسها إحدي الحجرات وجلست تحدث أحد الشباب.
مايسة : أصور لك نفسي إيه دلوقتي ؟ أنا في الشغل وممكن آي حد يدخل عليا.
الشاب : ادخلي الحمام.
مايسة : خليها بالليل أكون لابسة قميص حلو.
الشاب : بالليل هيكون حاجة تانية ، أنا عايز اشوفك دلوقتي ، أصلك وحشتينى قوى .
مايسة : خلاص هاروح الحمام ، بس هي صورة واحدة .
الشاب : خليه فيديو ، صوريه وابعتيهولي .
مايسة : حاضر .
الشاب : باحبك .
مايسة : وأنا كمان .

زينب الوحيدة التي بقيت مع عزة بعد انصراف بنتيها لوجى وإيمى ونهلة ابنة شقيقتها لحجرتهن وعلي إلي حجرته .
عزة : سمعت إن جايلك عريس يا زينب .
زينب : لا أنا رفضته .
عزة : ليه كدة ؟ رفضتي من قبل ما يدخل البيت ؟
زينب : طلع أرمل وعنده 55 سنة وبرضو عايزني أشيل معاه .
عزة : معلش ربنا برضو شايل لك حاجة حلوة .
زينب : أديني صابرة .
عزة : نصيبك لسة ما جاش .
زينب : هيجى امتى أنا قربت على التلاتين .
عزة : لسة يا بت سنتين ، يكون ربنا خلق فى قضاه ألف رحمة .
زينب : تعرفى إننى مطلقة .
عزة متفاجئة : معقول أفتكرتك بنت ، مش مكتوب فى البطاقة .
زينب : ما أنا بنت ، بس كنت كاتبة كتابى وما حصلش نصيب ، وما لحقتش أغير البطاقة .
عزة : احكى لى ، والا يضايقك ؟
زينب : لا أبدا ، قبل ما أجى أشتغل هنا على طول كنت مخطوبة لشاب قريب منى فى السن ، كنت مرتاحة له قوى ، كنا خلاص هانتجوز ، والجوازة وقفت عشان غسالة .
عزة : غسالة ؟

زينب : آه والله ، كنت محوشة مبلغ أجيب بيه كل حاجتى ، كنت متفقة معاه على غسالة عادية ، أهله صمموا على غسالة فول اتوماتيك ، المبلغ اللى معايا ما كفاش ، قلت له أجيبها قسط ونسده لما نتجوز مارضيش ، لا رضى يتنازل عن الغسالة ولا يخلينى أجيبها بالتقسيط .
عزة : معلش اللى زى ده ما يتزعلش عليه ، اللى يضغط على مراته وهو عارف ظروفها ما يستاهلش تزعلى عليه .
زينب : أنا كنت جهزت كل حاجتى ، وزى أى بنت كان نفسى يكون لى بيت ورجل يحبنى ، عايزة ألحق أخلف لى حتة عيل ألحق أربيه وأنا بصحتي .
عزة : بكرة ربنا يكرمك .

قامت عزة  بتأسيس شركة صغيرة لاعداد الطعام الجاهز وتوزيعه ، واستعانت ببعض الفتيات لمساعدتها ، وشباب للتوصيل ، كان التسويق يتم عن طريق النت ،  العجيب أيضا ان وجباتها كانت تجد طريقها لمنزل عمر وسميرة الذان كانا يعتمدان بشكل كبير على الوجبات الجاهزة .

جاء جلال لأخذ طلبيات الزبائن التي سيقوم بتوزيعها ، كانت تضعها له أمام الباب ، حيث كانت لا تسمح بدخول أي رجل غربب إلي الشقة ، وقف جلال بجوار الأكياس المعبأة وقال بارتباك : عايز أخد رأيك في موضوع مهم يا ست الكل ، هكذا كان يناديها .
عزة : خير ؟
جلال : مش هينفع علي الباب .
عزة : ومش هينفع جوة ، ولا هينفع أقعد معاك فى أى مكان .
جلال : مش هأخد من وقتك أكتر من ربع ساعة ، ممكن أدخل وتسيبى الباب مفتوح .
احتارت عزة ماذا تفعل ، وأخيرا سمحت له بالدخول
انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله

مقبرة الحب الاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن