مقبرة الحب الأول

93 9 0
                                    

علمت عزة بما حدث لعمر ، فى نفس الوقت وصل الخبر لعبد الرحمن وعلم ما حدث لسميرة ، وهنا أنكشف السر لعبد الرحمن وعزة .
عبد الرحمن : بقى انتى كنتى مرات عمر اللى أتجوز سميرة ؟
عزة : عمرى ما كنت أتخيل إنى هاتجوز جوز الست اللى خربت بيتى  .
عبد الرحمن : أما الدنيا دى صغيرة صحيح ، ده إحنا لو قاصدين نرد لهم اللى عملوه فينا ما كناش هنتقابل كدة .
عزة : الحياة ساعات بيبقى فيها حاجات أغرب من الخيال .
عبد الرحمن : على قد ما سميرة عذبتنى بس عمرى ما كنت أتمنى أنها توصل لكدة ، أما ربنا صحيح منتقم جبار ، فى وقت معين كنت باتحايل عليها عشان تقعد فى وسط ولادها ، قلت لها هانسي كل اللى قولتيه وخليكى عشان خاطر ولادك رفضت ، تخيلى كانت جاية لى يوم الحادثة تترجانى أوافق أنها تكون زوجة تانية عشان ولادها .
عزة : سبحان الله ، أنا كمان لما عمر قرر يتجوزها طلبت منه يسيبنى على ذمته أربى بناتى رفض وقال سميرة مش عايزة يكون لها ضرة ، دلوقتي موافقة يكون لها ضرة ؟
عبد الرحمن : ليهم من ربنا اللى يستحقوه .

الحياة تأتى لنا بما هو أغرب من الخيال ، بما هو أبعد عن خيال أكثر كاتبى الدراما عبقرية ، ما نخاله محال يحدث بترتيب الخالق ونحن لا نملك سوى أن نتفرج علي ما تفعله بنا ، وليتنا نتعظ .

تحسنت صحة أم عبد الرحمن كثيرا بفضل الله ثم العلاج الطبيعى ، بالاضافة إلى رعاية عبد الرحمن لها ، وأصبحت تمشى بدون مساعدة أحد ، طلبت من ابنها أن يوفى بالنذر الذى نذره ، كان عبد الرحمن قد نذر أن يذبح ذبيحة عندما 'تشفى والدته ، يوزعها على الفقراء فى مسقط رأسه بالزقازيق ، وعندما قرر الزواج طلبت أمه منه أن يضاعف الذبيحة ، ولأن الأفراح لا تأتى فرادى ، فقد نجحت حبيبة وكانت من العشرة الأوائل على الجمهورية ، فكانت الفرحة مضاعفة والعطاء مضاعف .
الأم : وشك حلو يا قدم السعد .
عزة : ألف مليون مبروك لحبيبة .
الأم : عقبال بناتك .
عزة : فى حياتك ، عقبال حجة لكى ونكون سوى إن شاء الله .
الأم : عبد الرحمن قال لك ؟
عزة : أيوه إن شاء الله نسافر يوم الجمعة نكتب الكتاب فى البلد ، وندبح حلاوة نجاح حبيبة .
الام : وحلاوة جواز ابنى منك ، انتى الفرحة الكبيرة ، خدى بالك انتى اللى هتطبخى ، أنا عايزة اتباهى قدام قرايبى وحبايبى بيكى ، أنا عارفة أنك هتشرفينى .
عزة : من عينى حاضر .
الأم : تسلم عينك يا غالية ، سبحان الله ربنا عوض صبر ابنى خير .
عزة : وصبرى أنا كمان .

قررت سميرة الذهاب إلى شقتها الخاصة التى اشترتها من ميراثها للعيش فيها بعيدا عن مكان الحادث حتى تتجنب نظرات الناس ، لكنها فوجئت أن العقار صدر له قرار إزالة ، لأنه 'بنى بالمخالفة على أرض من أملاك الدولة ، لم تستطع الحصول علي أى تعويض حيث تم سجن صاحبه ، جن جنون سميرة ، هذه ثانى صفعة تتلقاها فى شهور ، توالت الصفات على وجه سميرة ، فقدت الرجل الذى تحدت الدنيا وباعت أولادها وهدمت بيتها من أجله ، لم يعد لديها مليما واحدا ، مدخراتها بالكامل استولى عليها زميلها بالعمل وهرب للخارج ، والآن الشقة التى ظنت أنها أمانها للزمن سيتم هدمها ، لم يعد لها مكان فى منزل أسرتها ، تذكرت كلمات شقيقها وهو يقول لها أن نصيبها متروكا لها  للزمن ، يومها تحدته وقالت أنها لا تخاف من الزمن ومعها عمر ، الآن لم تعد تخاف من شئ بقدر خوفها من عمر ، عمر الذى كاد أن يقتلها .

انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله

مقبرة الحب الاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن