مقبرة الحب الأول

88 5 0
                                    


نجحت العملية بفضل الله وتحسن وجه عزة بشكل كبير ، وفور تحسن حالتها الصحية قامت بعمل قناة على اليوتيوب ، اسمتها مع عزة وعزيزة ، تكريما منها لروح شقيقتها المتوفية ، ومن كرم الله انتشرت القناة بشكل كبير ووصل عدد المشتركين بها إلى أكثر من 10000 مشترك ، وعدد المشاهدات تعدى 50000 مشاهدة في أيام معدودة مما حقق لها ربحا معقولا ،  جعلها تفكر في عمل إجازه بدون مرتب وتتفرغ للقناة  .

وقبل بدء العام الدراسي قدمت عزة فى الجامعة المفتوحة لاستكمال تعليمها وتحقيق حلمها القديم فى الحصول على مؤهل جامعى.

ذهبت مايسة لشراء بعض الخامات لعزة ، تأخرت قليلا مما أثار غضب عزة التي كانت تقلق عند تأخر أي فتاة من العاملات معها وكانها بنتا من بناتها    .
عزة : اتأخرتى ليه يا مايسة ؟ هو أنا كل ما أبعتك مكان تقعدى ساعة تلبسى وتتمكيجى وساعتين برة ، أنا الغلطانة إنى خرجتك.
مايسة : لا والله أصل جيراننا اللى فى الشقة اللى جنبنا بينقلوا عفشهم وما كنتش عارفة أطلع من السلم.
عزة : يعني أصحاب الشقة سابوها ؟
مايسة : تقريبا كدة .

علمت عزة أن الشقة خلت بالفعل من سكانها فطلبت من صاحب العقار أن تؤجرها ، ثم استاذنت منه لعمل فتحة صغيرة بالجدار الفاصل بين الشقتين بمقدار باب وليس كل الجدار فسمح لها ، مما أتاح لها التوسع في عملها .

أنجبت سميرة ابن الحب كما أطلق عليه عمر ، أما اسمه فى شهادة الميلاد فكان عمر ، أصرت سميرة على اختيار هذا الاسم للشاهد على حبهما ، احتفل به عمر احتفالا يليق بكونه شاهد على قصة حبهما ورباط أبدى ربطهما معا .

استاذن عمر من سميرة أن تسمح له بدعوة بنتيه لوجي وإيمي لحضور سبوع شقيقهما ، فوافقت بعد إلحاح منه في البداية ثم تلميح بالغضب ، حرصت عزة علي إحضار هدية قيمة لابن عمر ، قدمتها لوجي له ، كانت هذه الهدية سببا لمشاجرة حادة بين عمر وسميرة بعد انصراف بنتيه .
سميرة : الهانم عايزة تنكد عليا ، عايزة تفضل تفكرك بيها كل ما تشوف الحاجة دي .
عمر : والله أنتي ظالماها ، عزة مش ممكن تكون بتفكر كده .
سميرة : إيه اللي بيني وبينها عشان تجاملني غيرك ؟
عمر : عايزة إيه يا سميرة عشان اليوم ده يعدي ؟
سميرة : اتصل علي البنات بكرة واحدة منهم تيجي تاخد الهدوم واللعب دي .
عمر : أنا مش ممكن أعمل كدة .
سميرة : يبقي هأمشي وأسيب لك آلبيت يا عمر .
أخذ عمر الهدايا التي أحضرتها بنتيه وقام بإلقائها من الشباك وقال غاضبا : كدة ارتحتي ؟

مر عام سريعا وقامت عزة بتجديد الإجازة لمدة عام آخر ، ورغم هذا كانت لا تنقطع عن زيارة صديقات العمل ، تحمل ما لذ وطاب من الطعام والحلويات معها وتذهب لتقضى اليوم معهم ، كانت لا تتكبر أن تعترف لهم بالفضل فيما وصلت إليه ، تبادر بالمجاملة في كل مناسباتهم ، تزور المريض منهم ، وتساهم بمبلغ كبير كل شهر في صندوق الزمالة الذي تم عمله لمواجهة الظروف الطارئة لجميع العاملين و الموظفين بالعمل ، حاولت رد الجميل لكل من ساندها في كل ما مر بها من ظروف صعبة ، خصوصا زميلاتها مديحة وسلوى ومني ، لم تنس طبعا مديرها الاستاذ يوسف  .

مقبرة الحب الاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن