مقبرة الحب الأول

98 8 0
                                    


مديحة : إيه رأيك تعملى قراقيش وحاجات من اللى انتى بتعمليها دى وتبيعيها هنا لزمايلنا ؟ كلنا هناخد منك ، بدل ما انتى عمالة تعملى لدى ودى .
عزة : يعنى عايزانى أعمل لزمايلى بالفلوس؟
مديحة : لا يا حبيبتى انتى هتجيبى الدقيق والزبدة والعجوة ، وتعملى الحاجة وتحسبى الكيلو اتكلف كام ، وتبيعيه بعد ما تطلعى لكى نسبة ربح .
عزة : وهأجيب منين رأس المال ؟
مديحة : هنعمل لك جمعية ، خدى الأول وأبقى سديها من الربح .
عزة : وعمر ؟
سلوى : أنتى هتعملى حاجة غلط ؟ انتى بتعملى فى بيتك .
عزة : مش عارفة أقول لك إيه .
مديحة : قولى موافقة ، ده باب رزق وانفتح لك ، إحنا هناخد ، وهنقول لأصحابنا اللى هنا واللى برة ولجيرانا وقرايبنا .
عزة : أقول لعمر وأرد عليكى .

جلس عبد الرحمن يتناول العشاء مع زوجته وأولاده .
عبد الرحمن : فى واحد طلب منى أحفظ ولاده قرآن .
سميرة : بفلوس ؟
عبد الرحمن : ما انتى عارفة رأيى فى الموضوع ده .
سميرة : هو أنت أول واحد يعمل كدة بمقابل ؟ هو مش مدرس الدين أما بيحفظ الولاد فى المدرسة بياخد مرتب ؟
عبد الرحمن : بس أنا واهب نفسى لله فى موضوع القرآن ، أى حد يطلب إنى أحفظه أو أحفظ ولاده مش هأخد منه فلوس .
سميرة : بس ده وقتك ، والوقت بفلوس ، خلاص وفر وقتك لبيتك وأولادك .
عبد الرحمن : وأحرم نفسى من الثواب ؟
سميرة : أنت حر .
عبد الرحمن : رايحة فين ؟
سميرة : هانام .
عبد الرحمن : ما تيجى نقعد مع بعض شوية .
سميرة : ورايا شغل الصبح .
عبد الرحمن : لسة بدرى ، والشتا ليله طويل .
سميرة : أنت عارف إنى بأحب أنام بدرى .
عبد الرحمن : نفسى أتكلم معاكى شوية ، اقعدى معايا شوية بدل ما بتقلقى وتفضلى تتقلبى طول الليل .
سميرة بفتور : نص ساعة أو ساعة بالكتير .
عبد الرحمن : ده كدة رضا قوى ، اقعدى معايا كل يوم نص ساعة بس وأنا راضى .
سميرة : قعاد بس ما ترسمش على حاجة تانية .
عبد الرحمن : لا ما تقلقيش أنا حافظ الجدول ، يوم الجمعة ، بس يارب ما تتطلعى لى بحجة الجمعة دى كمان .
سميرة : جرى إيه يا عبدو ؟ انت هتذلنى عشان كنت تعبانة ؟ كل اللى هامك نفسك وبس .
عبد الرحمن : يا ستى الف مليون سلامه عليكى ، ومن غير ما تكونى تعبانة أنا مستحيل أغصب عليكى فى أى حاجة ، هأغصب عليكى فى دى ؟

ظلت عزة تنتظر عمر حتي انتهى من أعماله ودخل الحجرة بحرص ، لكنه فوجئ بعزة تنتظره .
عمر : فى إيه يا عزة ما نمتيش ليه ؟
عزة : عايزة اتكلم معاك فى موصوع .
عمر : خير؟ باقلق منك .
عزة : إن شاء الله خير ، إيه رأيك أعمل قراقيش وفطير وحاجات من اللى أنا شاطرة فيها دى وأبيعها لزمايلى .
عمر : انتى عايزة تفضحينا ؟
عزة : إيه الفضيحة فى كدة ؟
عمر : لا يا هانم ، ما ينفعش ، لا اسمى ولا مركزى فى الشركة يسمحوا بكدة .
عزة : ما حدش هيعرف ، الموضوع كله هيبقى عندنا فى الشغل ، مش هيخرج برة .
عمر : الحجر الداير لابد عن لطه ، دى تقول لدى ، والتانية تقول للتالتة ، واحدة يكون قريبها عندنا فى الشغل والا حاجة اتفضح .
عزة : الموضوع هيقتصر على زمايلى .
عمر : قلت لا ، وبعدين فى واحد زميلي قايل لى على شغل إضافى .
عزة : مش عايزاك تبعد عنى وعن البنات ، أنا كنت هاشتغل وأنا فى البيت جنبكوا .
عمر : خلاص يا عزة الموضوع خلص .
عزة : اللى تشوفه ، عايز حاجة ؟ أعمل لك حاجة دافية ؟
عمر : لا شكرا ، أنأ أفتكرت حاجة هأرجع أعملها .
هم عمر بمغادرة الحجرة فنظرت له عزة وقالت : طب أنا هأنام .
عمر بضيق : ما تنامى يا عزة فى إيه ؟ هو كل يوم الموال ده ؟
شعرت عزة بالقهر ، كانت تتمنى أن يجلس عمر قليلا معها ، اشتاقت إلى حديثه معها فى سنوات الزواج الاولى ، كان يحكى لها كل همومه ، حتى قصة حبه لسميرة حكى لها عنها ، اشتاقت للجلوس بجواره ، حتى لو بقيت صامتة ، حتى هذا حرمت منه ، فهو يقضى معظم يومه فى العمل ، وعندما يعود يجلس بعيدا عنها بحجره مكتبه ، بحجة إنهاء بعض أعماله بعيدا عن ضوضاء بناته ، وحين يجمعهما الفراش إما أن يعطيها ظهره ويتظاهر بالنوم ، أو يتعمد التأخير حتى يغلبها النوم بعد يوم طويل وشاق فتنام حتى دون أن تشعر بوجوده بجانبها ، وعندما انتظرته هرب منها من جديد ، حاولت النوم لكنها فشلت ، أو خافت ان تنام باكية فيحدث لها مكروه ، حاولت التوقف غن البكاء لكنها فشلت ، عادة سيئة لم تفلح في الإقلاع عنها ، البكاء سريعا ، دموعها قريبة كما يقولون ، تيتمها قي سن مبكرة وشعورها دائما بالضعف ساهما في ذلك .

انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله

مقبرة الحب الاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن