مقبرة الحب الأول

108 8 0
                                    


فوجئت سميرة بدخول فاطمة شقيقة زوجها عبد الرحمن ، ألجمتها المفاجأة فقالت بتلعثم : بأحط شوية بودرة فى وشى أصلى كنت تعبانة ومرهقة ووشى أصفر .
فاطمة : ألف سلامة عليكى ، ابقى حطى فى شقتك لحد غريب يشوفك.
سميرة : ما انتى عارفة عبد الرحمن وتحكماته .
فاطمة : ما فيهاش حاجة لما تسمعى كلامه ، طالما مش بيأمرك بمعصية .
سميرة : خلاص بقى يا فاطمة ، أنا ماشية بالله عليكى بلاش عبد الرحمن يعرف .
فاطمة : حاضر .

أنهت أم عبد الرحمن صلاتها وجلست تحرك فمها يمينا ويسارا تعبيرا عن تضايقها من أحوال زوجة ابنها .
أخذ عبد الرحمن طفليه وانصرف مودعا أمه بعد أن قبل يدها .
عبد الرحمن : عايزة حاجة يا ست الكل ؟
الأم : عايزاك مستور يا حبيبى ، مع السلامة ربنا يكفيك شر طريقك ، ويبعد عنك ولاد الحرام .
خرج عبد الرحمن ودخلت فاطمة التى كانت تأتى كل يوم لتنظف حجرة أمها وتساعدها في بعض أمورها ، كانت تأتى في العاشرة لكن هذا اليوم حضرت مبكرا ، بالطبع أخبرت فاطمة أمها بما رأته .
الأم : لله الأمر من قبل ومن بعد ، ما تقوليش ولا تعيدى هيدافع عنها .
فاطمة : أنا لا قايلة ولا عايدة ، أنا بس بأقول لك .
الأم : هنعمل إيه زى ما تكون ساحرة له .
فاطمة : قال وشها أصفر قال ، دى زادت الضعف ووشها منور زى البدر .
الأم : أكل وراحة .

شعرت عزة بدوار أثناء العمل
مديحة : مالك يا عزة ؟
عزة : مش عارفة دوخت فجأة .
زميلة أخرى (سلوى ) : يبقى حامل .
عزة : حامل ؟
سلوى : انتى مش متجوزة ومعاكى راجل ؟
تذكرت عزة أن زوجها لم يقربها منذ أكثر من أربع شهور ، حتى أنها فكرت فى ترك وسيلة منع الحمل .
مديحة : اعملى لها حاجة مسكرة ، شكل صغطها واطى .
عزة : لا ، أنا هابقى كويسة .
مديحة بود : فى إيه يا عزة ؟ الصبح تقعى ولولا ستر ربنا كانت رجلك هتنكسر ودلوقتي دايخة ، مالك يا عزة ؟
عزة : مش عارفة حاسة إن عمر تعبان من حاجة .
مديحة : يا أدى عمر اللى هيموتك ناقصة عمر ؟
عزة : بقاله فترة على طول سرحان وينام طول الليل يتقلب .
مديحة : طب ما تسأليه .
عزة : سألته كتير ، يقول لى ضغط الشغل .
سلوى : وماله ما كل الرجالة شغالة .
عزة : أنا حاسة إن فى حاجة مضايقاه .
مديحة : انتى اللى حساسة زيادة عن اللزوم ، سيبك منه .
عزة : ما أقدرش أشوفه متضايق وأسكت .
مديحة : هتتعبى طول ما انتى كل تركيزك فيه .
عزة : هو أنا عندى أهم منه ؟
سلوى : يا ترى هو بيحبك كدة ؟
عزة : ساعات بأحس إنه ما بيحبنيش ، وساعات بأحس العكس ، بيحبنى جدا ، وساعات بيبقى قاعد جنبى ويسرح ، الشيطان يقول لى أكيد سرحان في حبيبته الاولانية ، بس بأرجع وأقول هيسرح فى واحدة باعته .
سلوى : الرجل عمره ما بينسي حبيبته الاولانية ، خصوصا لو ما اتجوزهاش .
عزة : هو حكالى عنها ، عشان يخرجها من قلبه .
سلوى : ومتأكدة أنه خرجها ؟
عزة : ربنا أعلم بالقلوب ، بس هى اتجوزت وعايشة فى آخر الدنيا ، يعنى ما بيشوفهاش خالص ، وحتى لو بيشوفها مش أخلاق عمر إنه يعمل علاقة مع واحدة متجوزة ، عمر بيراعى ربنا عشان بناته .
زميلة أخرى : ما يمكن فى واحدة تانية ، انتى ليه مفترضة إن العلاقة تكون مع حبيبته الاولانية ؟
عزة : قصدكوا إن عمر ممكن يكون بيخونى ؟ لا ما أظنش ، ده مكفينا بالعافية .
سلوى : هتعيشى عبيطة وتموتى عبيطة ، فى ستات يا أختى مش عايزة من الرجل مصاريف ، مستعدة تصرف عليه وعلى أهله بس يكون معاها .
مديحة : بأقول لكوا إيه قفلوا على السيرة دى ، فين يا عزة الكيكة اللى قولتى انك جايباها ؟ والا ناوية ترجعى بيها ؟
عزة : طلعيها فى الشنطة .
مديحة : يالا أعملوا لنا شاى .
سلوى : هى كيكة عزة عايزة شاى ، دى طرية وجميلة ، عمرى ما عملتها وطلعت حلوة كدة ، بتعمليها ازاى ؟
عزة : ما أنا أديتك الطريقة ميت مرة .
سلوى : أنا فاشلة فى عمايل الكيكة .
مديحة : الكيكة بس يا حبيبتى ؟
سلوى : أقولك أنا هاجيب لك الطلبات بتاعتها وانتى اعمليهالى .
عزة : من عينيا .
مديحة : وأنا كمان .
عزة : حاضر أروق بس وأطمن على عمر وأعمل لكوا كلكوا .
مديحة : يييييييه يبقى مش هتعملى حاجة .
ضحك الجميع وكذلك عزة .

جلس عبد الرحمن يقرأ في المصحف ، جاءت أمه وجلست بجواره ، أغلق المصحف وهو يقول : صدق الله العظيم .
الأم : هتفضل قاعد كدة لوحدك كل يوم ؟
عبد الرحمن : انتى زهقتى من قعدتي وإلا إيه ؟
الأم : يا حبيبى قول لمراتك بلاش تطبق إحنا فى الشتا واليوم قصير .
عبد الرحمن : مش بمزاجها يا أمى .
الأمم : هتفضل طيب لحد امتى ؟ بنت خالتك نعمات اللى فى الشارع اللى ورانا معاها فى نفس الشركة وبترجع العصر .
عبد الرحمن : يمكن مش فى نفس القسم بتاعها .
الأم : على طول تدافع عنها كدة يا بختها بيك .
عبد الرحمن : الرسول عليه الصلاة والسلام قال رفقا بالقوارير ، وخيركم خيركم لأهله .
الأم : يا حبيبى كدة ما ينفعش .
يقاطعها عبد الرحمن : يا ست الكل هو أنا أشتكيت لك ، بالله عليكى بلاش كلام فى الموصوع ده ، زى ما أنا ما بأسمحلهاش تتدخل فى اللى بينا .
تقاطعه بغضب : خلاص أنا الغلطانة لك .
تركته ودخلت حجرتها غاضبة .

انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله

مقبرة الحب الاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن