مقبرة الحب الأول

156 7 0
                                    

انتهت عزة من مراجعة دروس بناتها لوجى وإيمى .
عزة : مستواكى مش عاجبنى يا لوجى ، بس كفايه النهاردة كدة عشان ما تزهقيش .
لوجى : أفتح التليفزيون بقى ؟
عزة : افتحيه بس خلى صوته واطى .
لوجى : حاضر .
عزة : وما تقربيش منه .
لوجى بضيق : حاضر .
همت عزة بمغادرة الصالة متجهة للمطبخ .
عزة : زى ما قلت لكوا يا حبايبى مش عايزة هيصة لما بابا يرجع ، بابا طول النهار تعبان فى الشغل ، واللى عايزة حاجة تطلبها منى ، بابا مدينى فلوسه كلها .
لوجى : يعنى هتجيبى لى اللعبة اللى قلت لك عليها ؟ وهتجيبى لنا بيتزا ؟
عزة : هاجيب لعبة ، بس مش اللى قلتى عليها ، وأما ربنا يفرجها نجيب اللعبة التانية ، والبيتزا هأعملها هنا .
لوجى : وليه مش اللعبة اللى أنا عايزاها ؟ وبعدين البيتزا بتاعتك مش زى بتاعة برة .
عزة : لوجى إحنا قلنا إيه ؟
لوجى بضيق : خلاص يا ماما مش عايزة حاجة .
عزة بحزم : إحنا قولنا إيه ؟
لوجى : نقول الحمد لله .
عزة : وانتى يا إيمى مش عايزة حاجة ؟
ايمى : لا يا ماما ، أنا عندى لعب كتير ، وأى أكل انتى بتعمليه بيعجبنى .
عزة : شايفة أختك الصغيرة ؟ ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتى .

انتهت وردية العمل وهمت الموظفات بترك أماكنهن فى عنابر العمل والذهاب لتغيير ملابسهن ، حضرت زميلة لسميرة قبل أن تترك مكانها .
الزميلة : بأقول لك إيه يا سميرة ، عايزاكى تيجى معايا فى يوم نكون خارجين بدرى نشترى شوية حاجات لبنتى في الجهاز .
سميرة : الفلوس معاكى؟
الزميلة : أيوه .
سميرة : يبقى النهاردة بعد الشغل .
الزميلة : بس إحنا النهاردة مطبقين ، خليها يوم نكون خارجين بدرى .
سميرة : انتى حاملة هم إيه ؟ انتى بيتك هنا قريب .
زميلة : حاملة همك انتى ، عشان بيتك .
سميرة : ما تحمليش همى .
الزميلة : طب اتصلى بجوزك استأذنيه .
سميرة : لا طبعا ، لأنه اكيد هيرفض ، ده بيرفض يخلصنى أخرج أشترى حاجة عندنا من البلد فى الوقت ده ، هايوافق انى ألف معاكى هنا .

جلس عبد الرحمن وأولاده ووالدته جميعا ينتظرون سميرة وقد بدأ الضيق على الجميع .
ام عبد الرحمن : هى سميرة اتأخرت كدة ليه ؟
عبد الرحمن : الغايب حجته معاه ، تلاقى المواصلات زحمة .
الأم : يا ابنى الساعة قربت على 7 وهى بتخرج من الساعة 4 ، مواصلات تلات ساعات ؟
عبد الرحمن : الغايب حجته معاه .
الأم : يرضى ربنا ده ؟ تخرج كل يوم من الساعة 7 وترجع على الساعة 7.
عبد الرحمن : يمكن عندهم شغل وطبقت .
الأم : ولزمته إيه ؟ بيتها أولى .
عبد الرحمن : خلاص بقى يا حاجة .
الأم : مدام مكفيها ليه الدوخة دى ؟
عبد الرحمن : بالله عليكى أما ترجع ما تتكلمي وتضايقيها .
الأم : بس ترجع .

عاد عمر من عمله ، كانت عزة ما تزال بالمطبخ ، دخل حجرته غير ملابسه واتجه إلى حجرة مكتبه .
دخلت عزة خلفه مسرعة
عزة : حمد لله على السلامة
.
عمر بفتور : الله يسلمك .
عزة : الاكل جاهز .
عمر : كلت فى الشغل .
عزة : زمانك جعت .
عمر : يا ستى ما جوعتش ولا حاجة .
عزة : بس البنات مستنينك ، وما رضيوش ياكلو من غيرك .
عمر : يووه يا عزة ، قلت لك مش طافح ، ماليش نفس .
عزة : خلاص أنا آسفة .
خرجت عزة مكسورة النفس ، دامعة العينين فناداها عمر : استنى خلاص أنا جاى معاكى ، ما تزعليش منى ، عاملة أكل إيه ؟
بسعادة غامرة : عاملة لك كل الأكل اللى بتحبه .

ظلت سميرة مع زميلتها حتى اقتربت الساعة من التاسعة ، الغريب أن زميلتها حاولت أكثر من مرة تنبيهها وتأجيل باقى مشترياتها ليوم آخر لكن سميرة لم تعبأ لذلك ، وفور انتهائهما من شراء ما يلزم صديقتها استقلت تاكسى خاص لوصلها ، وعندما اقتربت من الشارع الذى تسكن فيه وجدت عبد الرحمن واقفا فى انتظارها على أول الشارع ، أحنت رأيها بسرعة وأخفت وجهها وطلبت من السائق أن يغادر المكان فورا .
نزلت سميرة فى مكان يبعد عن منزلها قليلا ، وعندما اقتربت من المنزل أسرع إليها عبد الرحمن ملهوفا : حمد لله على السلامة يا سميرة ، اتأخرتى كدة ليه ؟ قلقتينى عليكى .
سميرة بضيق : هنقف نتكلم هنا ؟

انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله

مقبرة الحب الاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن