ظل عمر أيضا في فراشه يفكر ، أيعقل أن يكون عاش عمره واهما ؟ إنه لم يحب عزة أبدا حب المحبين والعشاق ، ربما أحبها حب العشرة ، كأى شخص عرفه وعاشره وأحبه لحسن عشرته ، لم يشتاق إليها يوما حتى عندما كان مسافرا لأكثر من عامين متصلين ، لم يستطع أن يقول لها أبدا كلمة أحبك ، هذه الكلمة التى لم يقلها إلا لحبيبته ،
ورغم هذا شعر بقلبه يدق بشدة فور رؤيتها ، ما هذا ؟ أيعقل أن يكون أحبها دون أن يدرى ، أحبها دون أن يشعر ، أحبها وكابر ولم يعترف بهذا الحب وتغافل عنه ، اللعنة عليك يا قلب أعطيت من لا يستحق ورفضت من يستحقك حقا ، غرك العطاء المفتوح والحب الاسطورى ظننته سيدوم ، تبطرت وتمردت حتى فقدت قلبا نادرا ، قلبا أحبك رغم التجاهل ، رغم القسوة والجحود ، أعطاك دون مقابل ، قلبا لن تجد له مثيلا ولا شبيها ، كانت السعادة فى يدك ولم تشعر بها ، أعماك عنها الشيطان وشغلك بالتفكير فيما ظننت أنك بدونه هالك ، تعس .
حسن : أنت رجعت للسرحان والتكشير تانى ؟ مالك يا عمر ؟ انت مش اتجوزت حب عمرك وعايش فى الجنة ؟
عمر : قصدك عايش فى الوهم .
حسن : قلت لك كدة كلهم زى بعض .
عمر : لا مش كلهم زى بعض ، عزة مش زى سميرة ، عزة كانت شاطرة ونضيفة وقنوعة مالهاش صوت ، سميرة عكسها فى كل حاجة ، عزة كانت بتتمنى لى الرضا ، ادتنى بدون مقابل ، ما خدتش منى غير جحود وخذلان .
حسن : ارجع لها .
عمر : سميرة مش هتسيبنى ، وبعدين أنا بأحبها ، أنا بس متضايق من إهمالها وكسلها .
حسن : أنت اخترت يبقى خلاص اتحمل نتيجة اختيارك .كانت مايسة بحجرتها تحدث أحد الشباب فيديو ، ترتدى ملابس عارية وتقوم بحركات مثيرة ، استيقظت جدتها لدخول الحمام ، كان باب الحجرة مفتوحا قليلا ، نسيت أن تحكم إغلاقه ، اقتربت الجدة من الحجرة لتطمئن على حفيدتها فسمعت صوت ضحكة خليعة وكلاما إباحيا يأتى من حجرتها ، صدمت مما سمعت واقتربت أكثر ونظرت من فتحة الباب فوجدت حفيدتها في فراشها شبه عارية ، تمسك الموبايل وتوجهه على جسدها وتحدث الطرف الآخر وكأنها زوجته فى وضع المعاشرة ،'صعقت الجدة مما سمعت ورأت ، لم تقو قدماها على حملها ، اتجهت الى حجرتها وقبل الوصول إليها سقطت على الأرض وفارقت الحياة .
الغريب أن مايسة التى لم تعرف أن جدتها ماتت بسببها حزنت عليها حزنا شديدا ، وانهارت إنهيارا تاما وظلت تبكى وتعدد .
مايسة : سايبانى لمين يا تيتة ؟ ده أنا ماليش حد غيرك ، أنا أتيتمت تانى النهاردة .
عزة : وحدى الله يا مايسة ، كلنا أهلك ومعاكى .
زينب : جدتك ماتت فى أيام مفترجة ، فى أيام الرحمة .
مايسة : ما حسيتش بقيمتها إلا أما راحت منى ، كانت بتحبنى وكل ما تشوفنى تدعى لى .
مريم : شوفى هى كان نفسها فى إيه وأعمليه عشان تبقى مرتاحة .
هند : صح يا مايسة ، الميت بيحس باللى حواليه ، وهى أكيد كان نفسها تشوفك أحسن واحدة فى الدنيا .
مايسة : أوعدك يا تيتة أعمل كل اللى كان نفسك فيه وكل اللى طلبتيه منى .
أحاطت عزة مايسة برعايتها ، وظلت تواسيها وتخفف عنها ، كما التفت حولها البنات العاملات معها رغم أنهن جميعا كن يكرهنها ويتجنبن التعامل معها .قامت سميرة بطلب تسجيل شقتها التى اشترتها بدون علم عمر ، حتى تضمن حقها ، ورغم حرصها على وضع عنوان الشركة التى تعمل بها للمراسلات إلا أن المحكمة أرسلت تخطرها بموعد الجلسة على عنوانها المدون ببطاقتها الشخصية ، جاء الخطاب على المنزل ، لم تكن سميرة موجودة به ، استلم عمر الخطاب ، وما أن رأى عليه ختم المحكمة حتى شعر بالقلق الشديد فقام بفتح الخطاب وهنا كانت الكارثة
انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله
أنت تقرأ
مقبرة الحب الاول
ChickLitقصة حب لم تنته بين عمر وسميرة تزوج عمر من عزة وظل قلبه معلق بسميرة وتزوجت سميرة من الشيخ عبد الرحمن وظل قلبها معلق بعمر رغم انجاب كل منهما ثلاثة اطفال وفجاة تلتقى سميرة بعمر فتقرر انهاء حياتها الزوجية مضحية بزوجها المحب واولادها الثلاثة من اجل الزوا...