مقبرة الحب الأول

82 6 0
                                    

ظل عمر أيضا في فراشه يفكر ، أيعقل أن يكون عاش عمره واهما ؟ إنه لم يحب عزة أبدا حب المحبين والعشاق ، ربما أحبها حب العشرة ، كأى شخص عرفه وعاشره وأحبه لحسن عشرته ، لم يشتاق إليها يوما حتى عندما كان مسافرا لأكثر من عامين متصلين ، لم يستطع أن يقول لها أبدا كلمة أحبك ، هذه الكلمة التى لم يقلها إلا لحبيبته ،  
ورغم هذا شعر بقلبه يدق بشدة فور رؤيتها ، ما هذا ؟ أيعقل أن يكون أحبها دون أن يدرى ، أحبها دون أن يشعر ، أحبها وكابر ولم يعترف بهذا الحب وتغافل عنه ، اللعنة عليك يا قلب أعطيت من لا يستحق ورفضت من يستحقك حقا ، غرك العطاء المفتوح والحب الاسطورى ظننته سيدوم ، تبطرت وتمردت حتى فقدت قلبا نادرا ، قلبا أحبك رغم التجاهل ، رغم القسوة والجحود ، أعطاك دون مقابل ، قلبا لن تجد له مثيلا ولا شبيها ، كانت السعادة فى يدك ولم تشعر بها ، أعماك عنها الشيطان وشغلك بالتفكير فيما ظننت أنك بدونه هالك ، تعس .

حسن : أنت رجعت للسرحان والتكشير تانى ؟ مالك يا عمر ؟ انت مش اتجوزت حب عمرك وعايش فى الجنة ؟
عمر : قصدك عايش فى الوهم .
حسن : قلت لك كدة كلهم زى بعض  .
عمر : لا مش كلهم زى بعض ، عزة مش زى سميرة ، عزة كانت شاطرة ونضيفة وقنوعة مالهاش صوت ، سميرة عكسها فى كل حاجة ، عزة كانت بتتمنى لى الرضا ، ادتنى بدون مقابل ، ما خدتش منى غير جحود وخذلان  .
حسن : ارجع لها .
عمر : سميرة مش هتسيبنى ، وبعدين أنا بأحبها ، أنا بس متضايق من إهمالها وكسلها .
حسن : أنت اخترت يبقى خلاص اتحمل نتيجة اختيارك .

كانت مايسة بحجرتها تحدث أحد الشباب فيديو  ، ترتدى ملابس عارية وتقوم بحركات مثيرة ، استيقظت جدتها لدخول الحمام ، كان باب الحجرة مفتوحا قليلا ، نسيت أن تحكم إغلاقه ، اقتربت الجدة من الحجرة لتطمئن على حفيدتها فسمعت صوت ضحكة خليعة وكلاما إباحيا يأتى من حجرتها ، صدمت مما سمعت واقتربت أكثر ونظرت من فتحة الباب فوجدت حفيدتها في فراشها شبه عارية ، تمسك الموبايل وتوجهه على جسدها وتحدث الطرف الآخر وكأنها زوجته فى وضع المعاشرة ،'صعقت الجدة مما سمعت ورأت ، لم تقو قدماها على حملها ، اتجهت الى حجرتها وقبل الوصول إليها سقطت على الأرض وفارقت الحياة .

الغريب أن مايسة التى لم تعرف أن جدتها ماتت بسببها حزنت عليها حزنا شديدا ، وانهارت إنهيارا تاما وظلت تبكى وتعدد .
مايسة : سايبانى لمين يا تيتة ؟ ده أنا ماليش حد غيرك ، أنا أتيتمت تانى النهاردة .
عزة : وحدى الله يا مايسة ، كلنا أهلك ومعاكى .
زينب : جدتك ماتت فى أيام مفترجة ، فى أيام الرحمة .
مايسة : ما حسيتش بقيمتها إلا أما راحت منى ، كانت بتحبنى وكل ما تشوفنى تدعى لى .
مريم : شوفى هى كان نفسها فى إيه وأعمليه عشان تبقى مرتاحة .
هند : صح يا مايسة ، الميت بيحس باللى حواليه ، وهى أكيد كان نفسها تشوفك أحسن واحدة فى الدنيا .
مايسة : أوعدك يا تيتة أعمل كل اللى كان نفسك فيه وكل اللى طلبتيه منى .
أحاطت عزة مايسة برعايتها ، وظلت تواسيها وتخفف عنها ، كما التفت حولها البنات العاملات معها رغم أنهن جميعا كن  يكرهنها ويتجنبن التعامل معها .

قامت سميرة بطلب تسجيل شقتها التى اشترتها بدون علم عمر ، حتى تضمن حقها ، ورغم حرصها على وضع عنوان الشركة التى تعمل بها للمراسلات إلا أن المحكمة أرسلت تخطرها بموعد الجلسة على عنوانها المدون ببطاقتها الشخصية ، جاء الخطاب على المنزل ، لم تكن سميرة موجودة به ، استلم عمر الخطاب ، وما أن رأى عليه ختم المحكمة حتى شعر بالقلق الشديد فقام بفتح الخطاب وهنا كانت الكارثة
انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله

مقبرة الحب الاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن