اقتباس

71 3 0
                                    

شعرت عزة بقلبها يرقص طربا وكأنها عروس تلتقى بحبيبها لأول مرة ، غفرت له كل ما فعله ، وما أن ضمها إليه حتى نسيت كل خطاياه فى حقها ، نسيت تخليه عنها ، وجفائه وابتعاده الطويل عنها ، نسيت كلماته الحادة وقسوته التى أصبحت متعمدة فى الفترة الأخيرة ، وسلمت له جسدها المتعطش فقط لضمته التى تذيبها ، ها هو يجود عليها ليس بضمة فقط أو حضن ، بل يعطيها ما 'حرمت منه لشهور طويلة ، كان كريما معها للغاية ، أتاها راغبا ، تعرفه منذ أكثر من عشر سنوات وتعرف متى يكون لقائه بها أداء واجب يؤديه فقط لأنه سيسأل عليه ، وعندما يكون مثل هذه الليلة ، كانت ليلة مختلفة ، شعرت عزة أنها امتلكت القمر ولامست النجوم ، ولأول مرة تنام دون أن تبكى أو تفكر أوتظل أرقة بفراشها بالساعات ، نامت رغم أنها كانت تود أن تظل مستيقظة تتلمس جسد عمر ، تدس رأسها فيه ، تنظر إليه ، لابد أن ملامحه الليلة مختلفة ، تعرفه وسيما ، لكن لابد أنه الليلة زاد وسامة ، فنحن نرى أحبائنا بعيوننا العاشقة ، وهى تعشقه بجنون ، ترى أقل الأشياء منه عظيمة ، الكلمة الطيبة منه بكل قواميس الكلام ، البسمة منه فى وجهها بالدنيا وما فيها ، والليلة هى تعشقه أكتر من أى وقت ، تعشقه كما لم تعشقه من قبل ، هى التى كثيرا ما كانت تستكثره على نفسها رغم بعده وجفائه وقسوته ، فكيف يكون الحال الآن .
#مقبرة_الحب_الأول
#جيهان_عيد

مقبرة الحب الاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن