مقبرة الحب الأول

73 6 0
                                    

وكما اكتوى عبد الرحمن بها رغما عنه اكتوت بها عزة .
جلست عزة أمام عمر الذى ظل صامتا فترة حتى شعرت عزة بالقلق ، وبعد مجاهدة قال : عزة ... صمت عمر من جديد
عزة : أيوه يا عمر سكتت تانى ليه ؟
عمر : عزة أنا هأطلقك .
عزة باندفاع : عمر لو على وشى أنا ممكن أعمل عملية تجميل ، بيقولوا بيعملوها فى مستشفى الحسين بالمجان
عمر : أنا مش هاطلقك عشان وشك اتحرق ، أنا هأطلقك عشان.....
صمت عمر ولم يستطع الكلام فقالت عزة بلهفة : أمال فى إيه يا عمر ؟ متضايق منى فى حاجة ؟
عمر : عزة أنا عمري ما حبيتك .
عزة : عارفة .
عمر : ومش هأ قدر أحبك .
عزة : ما طلبتيش منك حبك .
عمر : سميرة اتطلقت ، وهاتجوزها .
عزة بصوت مكسور : اتجوزها وسيبنى أربى بناتى .
عمر : سميرة اتطلقت عشانى ، ومش عايزة يكون لها ضرة .
عزة : اللى باسمعه ده بجد ؟ قول لا يا عمر ، قول انك بتهزر ، ما مش ممكن يكون صحيح ، فى حاجة غلط .
عمر : لا بجد يا عزة ، أنا وسميرة هنتجوز .
صفقت عزة بيدها بجنون وهيستيريا وقالت بصوت قوى ومتماسك : برافو عليكوا يعنى خربتوا بيتين عشان تكملوا قصة حبكوا السعيدة ؟
عمر : عزة انا آسف .
عزة : أنت عمرك ما اتأسفت يا عمر ، ما تتأسفش عشان ما فيش أسف ولا إعتذار هيغفر ذنبك فى حقى ، اتأسف لبناتك وما تحملش همى ، أنا واخدة منك على الجحود ، أنت عمرك ما كنت معايا ، عمرك ما حبتنى ، حتى لما كلمتنى عنها وقلت عشان تنساها كنت بتكلمنى وعيونك بتلمع ، ولما قربت مني كنت بتقرب عشان تنساها ، كلامك عن الحب الأول والرحلةالأولي واللعبة الاولي أكد لي إنك عمرك ما هتنساها ، كنت عارفة ومستحملة ، كنت بادافع عنك وأقول عمر مخلص وأنا عارفة إنك بتخونى بتفكيرك فى واحدة تانية .
عمر : على فكرة أنا من يوم ما اتجوزتك ما شوفتهاش .
عزة : وده اللى كان مصبرنى ، كنت بأقول هى بعيد ومتجوزة وارتباطهم مستحيل ، إيه يعنى أما يفكر فيها مش أحسن ما يفكر فى واحدة غيرها وتاخده من بيته وأولاده ، أصلى كنت عارفة انى مش مالية عينك ، شوفت وجع أكتر من كدة يا عمر ؟ واحدة عايشة وبتحب جوزها وهى عارفة إنها مش مالية عينه ، اتوجعت معاك كتير واتحملت عشان بأحبك .
عمر : وأنا والله حاولت أحبك بس غصب عنى .
عزة : أنت ما حاولتش ، من أول ما عرفتك ، كنت بتغلط وتنادينى باسمها أعمل مش واخدة بالى ، كنت بأقول عادى لسة فى الأول ، بكرة ينساها ، لكن أنت ما حاولتش ، كنت بأشوفها بينا حتى فى أخص أوقاتنا ، كنت بتحلم بيها وأنا جنبك ، على فكرة يا عمر أنا عمر نومى ما كان تقيل ، أنا اضطريت أتظاهر بكدة عشان ما أحرجكش لما تناديها فى الحلم وتصحى تدور عليها ، ، كنت بأعمل نفسى رايحة فى النوم وأنا باتقطع من جوايا ، فضلت سنين كدة ، وأما بطلت تعمل كدة فرحت وقلت نسيها ، صبرتى ونولتى يا عزة ، أتاريك غارسها جواك ومش ناوى تطلعها ، أصلى من عبطى كنت فاكرة نفسى هأقدر أنسيهالك ، قلت لما يحس بحبى هينساها ، كان لازم أفهم من أول يوم إنك أرض بور ما ينفعش فيها زرع .
عمر : بأكرر أسفى يا عزة .
عزة : هاعمل بأسفك إيه ؟ أنا بس عايزة أعرف لما أنت بتحبها قوى كدة اتجوزتنى ليه ؟ دبحتنى ليه ؟ أنا أسأت لك فى إيه عشان تجرحني كل الجروح دى ؟ ده أنا عملت عشانك كل حاجة حلوة ، حبيتك حب قسما بالله أضعاف أضعاف ما تتخيل ، أضعاف حبها ليك وحبك لها .
عمر : انتى ما قصرتيش فى حاجة ، انتى عملتى اللى عليكى وزيادة ، بس غصب عنى قلبى مش ملكى .
عزة : امشى يا عمر روح لها ، بس يا رب تكون السعادة اللي هتلاقيها معاها قد التضحية اللي ضحيت بيها .
صمت عمر تماما فلم يجد كلاما يدافع به عن نفسه ،
فاكملت عزة كلامها قائلة : لو تحب أسيب لك الشقة للعروسة الجديدة اسيبهالك .
عمر : لا يا عزة ما وصلتش لكدة ، أنا هاخد البنات وأخرج أتكلم معاهم وأفهمهم ومش راجع على هنا ، كل حقوقك هتوصلك ، وهتفضلى فى الشقة ، وهأبعت لك نص مرتبى ، إن شاء الله مش هتبقى محتاجة حاجة ، ولا مضطرة تشتغلى تانى .
عزة : مش عايزة حاجة منك ، ابعت مصاريف بناتك ، وأنا قادرة أصرف على نفسي .

خرج عمر بصحبة لوجى وايمى ، كانت السعادة تكسو جهيهما ، ظنتا انهما خارجتان لنزهة ، فى حين ظلت عزة تصرخ وتبكى وتطرق رأسها بالأرض حتى كادت أن تفقد الوعى ، وفجأة شعرت عزة بضيق شديد فى التنفس ، وتنميل فى صدرها ، تصببت عرقا وشعرت بدوار وعدم اتزان فاتصلت على مديحة التى حضرت لها مسرعة ، من حسن حظ عزة ان مديحة رأت هذه الأعراض قريبا فى أم زوحها التى أصيبت بجلطة فى القلب فأخذت عزة واسرعت إلى مستشفى الطوارئ ، ليؤكد الطبيب إصابتها بجلطة قلبية ، أما الأسوأ فكان .
انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله

مقبرة الحب الاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن