مقبرة الحب الأول

77 5 0
                                    

ظل عمر يتذكر موقف ابنته معه ويتكرر المشهد فى خياله كل لحظة ، شعر بالضيق الشديد من تخليه عن بنتيه اللتان قابلتا جحوده بالتجاهل الشديد له ، اتصل بهما كل واحدة على انفراد ، ردت لوجى التى كانت أكثر تعلقا به بفتور شديد ، فى حين رفضت إيمى الرد عليه ، شعر بالخجل من نفسه ، وهنا قرر قرارا هاما .

جلست مريم تجمع أوامر العمل من رسائل الماسنجر على صفحة التسويق الخاصة بمنتجات عزة ، اتصل بها ياسر .
ياسر : انتى ما قفلتيش ليه بعد ما اتكلمنا ، حسابك نشط ليه ؟
مريم : بأجمع أوامر الشغل .
ياسر : بتجمعى أوامر الشغل والا بتتكلمى مع حد تانى ؟
مريم : عيب الكلام ده يا ياسر .
ياسر : والله لو كلامى مش صحيح هاتى كلمة سر الحساب .
مريم : خدها أنا ما بأعملش حاجة غلط ، هابعتهالك فى رسالة .
دخلت عزة وهى تتحدث فاشارت لها أن تنهى المكالمة ، لكن مريم لم تستجب ، فخرجت عزة غاضبة ، وبعد قليل أنهت مريم المكالمة وذهبت لتعتذر لها .
مريم : أنا آسفة ، بس ما كانش ينفع أقفل قبل ما أصالح ياسر .
عزة : أنا عمرى ما اتدخلت في حياتك ولا حياة أى واحدة منكوا ،  وما كنتش قاصدة أسمعك أنا داخلة بالصدفة ، إيه اللى أنا سمعته ده ؟
مريم : ده ياسر افتكر إنى بأكلم حد غيره عشان لقا حسابى نشط .
عزة : مين ياسر ؟ وإيه صفته عشان يكلمك بالطريقة دي ؟
مريم بارتباك : إحنا مرتبطين وإن شاء الله نرتبط رسمى قريب .
عزة : وده يديه الحق إنه يكلمك كدة ؟
مريم : أصله بيغير عليا قوى .
عزة : دى مش غيرة ، دى قلة ثقة .
مريم : أنا الغلطانة ، كان المفروض......
قاطعتها عزة بحدة قائلة : انتى فعلا غلطانة ، عشان شايفة نفسك قليلة وسامحة له يتحكم فيكى كدة .
بكت مريم وقالت : أصلى بأحبه قوى وخايفة يسيبنى .
عزة : لو عايز يسيبك هيسيبك حتى لو متجوزين ومخلفة منه عشر عيال ، مش هتعملى معاه أكتر من اللى عملته ، وأياكى تكملى مع حد شايفك أقل منه ، والمصيبة الأكبر لو انتى كمان شايفة كدة ، لازم يكون شايفك حاجة كبيرة ولها قيمة .
مريم : أصلك ما تعرفيش
كام بنت بتجرى وراه ، وكام بنت هتموت بس عشان تكلمه .
عزة : إن شا الله تكون كل بنات الدنيا بتطارده ، اللى شايفك قليلة هيفضل طول عمره كدة ، هيهز ثقتك في نفسك ، هتفضلى طول الوقت بتحاولى تعملى كل حاجة عشان ترضيه ، هتيجى على نفسك وكرامتك عشانه ، هتقلى أكتر لحد ما تبقى صفر وساعتها برضو هيسيبك ، ولو كمل كدة يبقى مريض نفسى وعايز يستمد قوته من ضعفك ، عايزك مكسورة وضعيفة عشان يبان قوى .
مريم : كل كلامك على عينى وراسى ، بس أنا زى ما انتى شايفة ، أجى إيه أنا جنب البنات اللى بيشوفها ؟
عزة : إيه وحشة عشان سمرا شوية ؟ وماله ؟ مين قال إن الجمال فى البياض بس ؟ حبى نفسك يا مريم ، حبى شكلك ،  ربنا خلقك فى أجمل صورة ، خليكى قوية وواثقة من روحك ، واللى عايزك كدة أهلا وسهلا مش عايزك مع السلامة ، هيجى غيره يحبك زى ما انتى .

مريم ذكرت عزة بنفسها وبحالها مع عمر ، هى أيضا كانت ترى نفسها أقل منه ، كانت تسترضيه بكل الطرق ، ماذا جنت غير الجرح والخذلان ؟ 

انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله

مقبرة الحب الاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن