ظل عمر يتذكر موقف ابنته معه ويتكرر المشهد فى خياله كل لحظة ، شعر بالضيق الشديد من تخليه عن بنتيه اللتان قابلتا جحوده بالتجاهل الشديد له ، اتصل بهما كل واحدة على انفراد ، ردت لوجى التى كانت أكثر تعلقا به بفتور شديد ، فى حين رفضت إيمى الرد عليه ، شعر بالخجل من نفسه ، وهنا قرر قرارا هاما .
جلست مريم تجمع أوامر العمل من رسائل الماسنجر على صفحة التسويق الخاصة بمنتجات عزة ، اتصل بها ياسر .
ياسر : انتى ما قفلتيش ليه بعد ما اتكلمنا ، حسابك نشط ليه ؟
مريم : بأجمع أوامر الشغل .
ياسر : بتجمعى أوامر الشغل والا بتتكلمى مع حد تانى ؟
مريم : عيب الكلام ده يا ياسر .
ياسر : والله لو كلامى مش صحيح هاتى كلمة سر الحساب .
مريم : خدها أنا ما بأعملش حاجة غلط ، هابعتهالك فى رسالة .
دخلت عزة وهى تتحدث فاشارت لها أن تنهى المكالمة ، لكن مريم لم تستجب ، فخرجت عزة غاضبة ، وبعد قليل أنهت مريم المكالمة وذهبت لتعتذر لها .
مريم : أنا آسفة ، بس ما كانش ينفع أقفل قبل ما أصالح ياسر .
عزة : أنا عمرى ما اتدخلت في حياتك ولا حياة أى واحدة منكوا ، وما كنتش قاصدة أسمعك أنا داخلة بالصدفة ، إيه اللى أنا سمعته ده ؟
مريم : ده ياسر افتكر إنى بأكلم حد غيره عشان لقا حسابى نشط .
عزة : مين ياسر ؟ وإيه صفته عشان يكلمك بالطريقة دي ؟
مريم بارتباك : إحنا مرتبطين وإن شاء الله نرتبط رسمى قريب .
عزة : وده يديه الحق إنه يكلمك كدة ؟
مريم : أصله بيغير عليا قوى .
عزة : دى مش غيرة ، دى قلة ثقة .
مريم : أنا الغلطانة ، كان المفروض......
قاطعتها عزة بحدة قائلة : انتى فعلا غلطانة ، عشان شايفة نفسك قليلة وسامحة له يتحكم فيكى كدة .
بكت مريم وقالت : أصلى بأحبه قوى وخايفة يسيبنى .
عزة : لو عايز يسيبك هيسيبك حتى لو متجوزين ومخلفة منه عشر عيال ، مش هتعملى معاه أكتر من اللى عملته ، وأياكى تكملى مع حد شايفك أقل منه ، والمصيبة الأكبر لو انتى كمان شايفة كدة ، لازم يكون شايفك حاجة كبيرة ولها قيمة .
مريم : أصلك ما تعرفيش
كام بنت بتجرى وراه ، وكام بنت هتموت بس عشان تكلمه .
عزة : إن شا الله تكون كل بنات الدنيا بتطارده ، اللى شايفك قليلة هيفضل طول عمره كدة ، هيهز ثقتك في نفسك ، هتفضلى طول الوقت بتحاولى تعملى كل حاجة عشان ترضيه ، هتيجى على نفسك وكرامتك عشانه ، هتقلى أكتر لحد ما تبقى صفر وساعتها برضو هيسيبك ، ولو كمل كدة يبقى مريض نفسى وعايز يستمد قوته من ضعفك ، عايزك مكسورة وضعيفة عشان يبان قوى .
مريم : كل كلامك على عينى وراسى ، بس أنا زى ما انتى شايفة ، أجى إيه أنا جنب البنات اللى بيشوفها ؟
عزة : إيه وحشة عشان سمرا شوية ؟ وماله ؟ مين قال إن الجمال فى البياض بس ؟ حبى نفسك يا مريم ، حبى شكلك ، ربنا خلقك فى أجمل صورة ، خليكى قوية وواثقة من روحك ، واللى عايزك كدة أهلا وسهلا مش عايزك مع السلامة ، هيجى غيره يحبك زى ما انتى .مريم ذكرت عزة بنفسها وبحالها مع عمر ، هى أيضا كانت ترى نفسها أقل منه ، كانت تسترضيه بكل الطرق ، ماذا جنت غير الجرح والخذلان ؟
انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله
أنت تقرأ
مقبرة الحب الاول
Literatura Femininaقصة حب لم تنته بين عمر وسميرة تزوج عمر من عزة وظل قلبه معلق بسميرة وتزوجت سميرة من الشيخ عبد الرحمن وظل قلبها معلق بعمر رغم انجاب كل منهما ثلاثة اطفال وفجاة تلتقى سميرة بعمر فتقرر انهاء حياتها الزوجية مضحية بزوجها المحب واولادها الثلاثة من اجل الزوا...