"أوه، هل قام بطردك؟"
كان ردّ رؤى عفويا وساخرا كعادتها، ولأنّ لينا كانت معتادة على طريقتها في الحديث بالفعل، أجابت بدورها بعفوية قائلة "ليس بعد"
ضحكت رؤى ثانية فقالت لينا "ظننتُه الرجل الّذي كنت أبحث عنه"
"أريد حقّا رؤية تعبير وجهه حينما تخبرينه بهذا" قالت رؤى ساخرة فقالت لينا "ألن تعطيني أيّ نصيحة مفيدة بدل السخرية؟"
"أنت تعلمين بأنّني بائسة أكثر منك"
في الحقيقة، ما قالته رؤى لم يكن سخرية فحسب. فلينا لم تكن تفهم المشاعر مطلقا، ورغم أنّها تمتلك الكثير من الأصدقاء في المناطق الّتي تزورها بشكل دوري، إلّا أنّها تستمتع بصحبتهم فقط دون أن تفهم السبب. أمّا رؤى، فقد كانت شخصا منفصلا لا تحبّ العلاقات العميقة، وربّما هو السبب في تكوّن علاقة متينة بينها وبين لينا رغم أنّ كلاهما لا تعتبرها رابطا قويّا.
رفعت رؤى صحن الحلويات نحو لينا وقالت "لا تقلقي، فقط اعتذري وكوني صريحة وأجيبي عن أسئلته وسيسامحك"
ابتسمت لينا وقرّرت فعل ذلك، بينما واصلت الفتاتان التحدّث لوقت طويل.
في ذلك الوقت في القصر، كان رامز في غرفته مستلقيا على الأريكة المقابلة لسريره وهو يضع ذراعه على عينيه. كان الألم قد خفّ بشكل كبير بمجرّد أن استطاع أن يسترخي، ومباشرة بدأت الأفكار تراوده بشأن ما حصل. كان يعلم بأنّ لينا كانت خائفة من شيء ما، بدا ذلك واضحا على ملامحها، لكنّه في نفس الوقت لم يتوقّع أن تعتبره عدوّا. رامز يعرف لينا خير المعرفة، ولهذا هو يعرف بأنّه كان من الممكن أن تقتله في تلك اللّحظة.
ظلّ رامز مستلقيا يحاول استعادة هدوء نفسه إلى أن سمع طرقا على الباب وصوتا يقول "أنت هنا؟"
كان ذلك صوت مدبّرة شؤون القصر.
"ادخلي" قالها رامز بعد أن جلس، وبمجرّد أن دخلت ورأت وجهه قالت "هل أنت مريض؟"
ابتسم رامز وقال "مجرّد صداع. لماذا لم تغادري بعد؟"
كان المدبّرة نغم صغيرة في السنّ، لكنّها ترتدي فساتين رسمية قليلا لتلائم عملها، فعادة ما تكون مدبّرة المنزل سيّدة في متوسّط العمر تملك ما يكفي من الخبرة لإدارة المنزل، وخاصّة حينما يكون قصرا كبيرا مثل قصر سيّد المنطقة. لكنّ نغم كانت موهوبة ومنظّمة بشكل كبير منذ أن عملت كخادمة في القصر، ولهذا وثق بها رامز ومنحها هذه الوظيفة.
تملك نغم عينين خضراوتين باردتين وشعرا أشقر متوسّط الطول تقوم بتسريحه على شكل ظفيرة في غالب الأحيان، وتملك بشرة فاتحة جدّا. ترتدي عادة فساتين طويلة جميلة رغم أنّها رسمية، حيث تتميّز بالأكمام المنسوفة والتطريز في الأطراف.
"لديّ بعض العمل لذلك سأمضي اللّيلة هنا" قالت نغم ثمّ أضافت "هل أطلب إحضار العشاء لك في غرفتك؟"
أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Viễn tưởngلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...