بعد بضعة أيّام، وصلت لينا إلى الوسط ووجدت نفسها جالسة مع الأمير رائد كعادتها. كانت لينا ترغب بإيصال رسالة حسام إلى سيف ونور بأسرع وقت، لكنّها قرّرت رؤية رائد أوّلا لأنّه من المهمّ أن تحاول معرفة ما يخطّط له.
كان الملك قد قام بالفعل بإرسال فرقة تحقيق إلى الغرب وكان الأمير وسيّد الغرب متّهمين فيما حدث لجبل الظلام هناك، لكن ولأنّه لم تكن هناك أيّ دلائل تشير إلى تورّطهما، لم يكن بإمكان الملك فرض أيّ عقوبات عليهما، وتمّ إغلاق القضيّة دون الحصول على أيّ معلومات مفيدة.
كان من ضمن اتفاق إسحاق مع رامز لفتح صفحة جديدة هو إرسال فرقة تحقيق من الشرق إلى الغرب للتحقّق بأنّ إسحاق لم يكن له أيّ دخل فيما حدث في جبل الظلام، وقد جعل ذلك الجميع يشعر بالحيرة إن كان سيّد الغرب متورّطا حقّا، بما في ذلك رامز.
"أنا سعيد لأنّك بخير الآن" قال رائد بهدوء فقالت لينا "شكرا لك"
ابتسم رائد ثمّ قال بعد قليل من التردّد "لم أكن أتوقّع أن تطلبي ألّا أقترب منك حينما انهرتِ في الغرب، لم أكن أتوقّع بأنّك لا تثقين بي لهذه الدرجة"
كانت لينا دائما ما تشعر بالحيرة أمام رائد، فبعد أن اعتادت على مشاعر النّاس، كان من الواضح لها بأنّ رائد معجب بها وبأنّه يكره كونها لا تثق به، لكنّها مع ذلك لم تكن تستطيع الشعور بالراحة بشكل كامل معه لأنّه كان ينظر إليها أحيانا بنظرات توحي بأنّه يريد امتلاكها وامتلاك طاقتها.
"تصرّفاتك تثير الشكوك، لذلك لا تلمني، كما أنّ رامز هو الوحيد المسموح له بالاقتراب منّي حينما أفقد السيطرة"
شعر رائد بالاختناق حينما تمّ ذكر رامز، لكنّه مع ذلك وجد الفرصة لفتح الموضوع فقال "أنت فقط تتصرّفين بناء على ما يقوله الآخرون عنّي، مع أنّني أكثر شخص أقلق عليك، والآن بعد أن يتزوّج رامز، من الأفضل أن تملكي المزيد من الخيارات في حال حدوث شيء ما لأنّه لن يكون متفرّغا كما كان من قبل"
كانت لينا على وشك أن تبتسم بسبب ما قاله، لكنّها تمالكت نفسها وقالت بهدوء "لا أدري ما دخل زواج رامز بهذا"
كانت لينا هادئة جدّا وغير مبالية، وهو ليس ما أراد رائد رؤيته. كان يتمنّى أن يراها مرتبكة لأنّها ستفقد ميزة كونها أقرب شخص لرامز، لكنّها لم تكن كذلك.
"ماذا تقصدين؟ أيّ رجل سيضع زوجته في المقام الأوّل ولن يغامر بنفسه لأجل امرأة أخرى مهما كانت مقرّبة منه"
"أنا لم أطلب يوما من رامز ولا من غيره أن يغامر بنفسه لأجلي، هو من أراد فعل ذلك عن طيب خاطر، وإن رغب بالتوقّف عن فعل ذلك فلا مانع لديّ"
كان على رائد أن يحاول فهم ملامح لينا ليعرف إن كانت لا تهتمّ حقّا أم أنّها تتظاهر بذلك فقط، لكنّه لم يستطع ذلك. كانت لينا باردة كثيرا وهي تتحدّث عن رامز، ولم تكن هذه الصورة تشبه ما رآه في الغرب حينما تشبّثت بملابس رامز كما لو أنّها لا تريده أن يتخلّى عنها.

أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantastikلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...