الفصل 39: صوت الجبل

26 1 0
                                    

استغرق الأمر ثلاثة أيّام أخرى إلى أن وصلت لينا إلى عاصمة الغرب واتجهت مباشرة إلى جبل الظلام. خلال طريقها إلى هناك، كانت المدينة شبه خالية بسبب خوف السكّان ممّا يحدث، وقد كان خوفا مبرّرا. فقد كانت المدينة تبدو مغلّفة بطاقة شبه مرئية من السواد. لم تر لينا حالة كهذه حتّى حينما ظهرت أوّل مرّة قبل إغلاق جبال الظلام.

"لير"

توقّفت لينا ونادت نسرها الّذي كان يحلّق عاليا، بينما توقّف كلّ من حسام ونور أيضا. داعبت لينا لير قليلا ثمّ قالت "حلّق" ليرتفع لير في السماء ثمّ يختفي.

"ما الّذي تفعلينه؟"

كان حسام من سأل، حينها قالت لينا "هناك الكثير من المصابين بطاقة الظلام، سيقوم لير بتطهيرهم إلى أن نصل إلى جبل الظلام"

همّت لينا بالانطلاق ثانية، لكنّ حسام قطع طريقها بحصانه وقال "لا أفهم تماما العلاقة بينك وبين طائرك، لكنّك لا تفارقينه عادة، ألن يكون هذا خطيرا؟"

حدّقت لينا بحسام وهي تشعر بأنّه يعرف أكثر ممّا يجب، لكن ولأنّها كانت بحاجة إلى التقدّم بسرعة، لم يكن هناك وقت لطرح الأسئلة.

"سيكون كلّ شيء بخير، يجب أن يتمّ سحب طاقة الظلام المتسرّبة، لهذا أرسلت لير"

لم يقتنع حسام تماما بما قالته، لكنّه قرّر أن يثق بها، وانطلق الثلاثة معا إلى جبل الظلام.

حينما وصلوا إلى هناك، كان هناك جمع غفير بالفعل، فعدا عن الحرّاس الّذين كانوا يحرسون الجبل والّذين قد تضاعف عددهم عن المعتاد، كان سيّد الغرب هناك مع بضعة أشخاص آخرين على ظهور الخيل. كان يعلم بأنّ لينا قد وصلت بالفعل.

تقدّمت لينا ورفيقاها من الجبل، بينما اتجه سيّد الغرب مع مرافقيه نحوها وقطع طريقها.

عرفت لينا من الفرقة إسحاق سيّد الغرب، ويامن قائد الفرسان، ورائد، الأمير.

بمجرّد أن لمحته لينا بينهم قالت مستغربة "ما الّذي تفعله هنا؟"

ابتسم رائد وأجاب بهدوء "كنت في طريق عودتي إلى الوسط، لكنّني عدتُ إلى الغرب حينما عرفت بما يحدث"

لم تكن لينا جيّدة في قراءة الآخرين، لكنّها عرفت بأنّه يكذب.

"من الأفضل أن تبتعدوا عن هذا المكان، سأدخل الجبل"

"لا يمكن أن أسمح بذلك" قالها إسحاق بهدوء ثمّ واصل كلامه "يبدو بأنّ شيئا خطير قد أصاب الجبل، وقد يصيبك مكروه إن دخلتِ إليه، لذلك من الأفضل أن تحاولي إغلاقه من الخارج فقط"

"أنا لا أحتاجك لتخبرني بما يجب فعله، إنّه عملي" قالتها لينا وقد بدأت تنفعل، حينها تدخّلت نور قائلة "أنت واثقة بما تفعلينه؟"

حدّقت لينا بعيني نور الّتي تنهّدت وقالت "اذهبي"

وبمجرّد أن همّت لينا بالانطلاق، سحبت نور سيفها وقالت "سأعتبر كلّ من يحاول اعتراضها خصما"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن