الفصل 42: ذات الشعر الأحمر

31 2 2
                                    

في الشرق، كانت الأمور قد هدأت قليلا بعد أن تمّ اتخاذ جميع الاحتياطات، وقد عاد القصر إلى العمل بشكل عادي رغم غياب رامز وريان. كان عماد مشغولا عادة حتّى مع وجود رامز، والآن بعد غيابه، أصبح مشغولا أكثر من أيّ وقت مضى. استيقظ عماد مبكّرا كعادته وقد كان عليه أن يعتاد على الاستيقاظ بهدوء كيلا يوقظ زوجته وطفلته. الأطفال كائنات غريبة حينما يتعلّق الأمر بالنوم، وطفلة عماد كان تحبّ النّوم في الصباح، بينما كان نومها متقطّعا وقليلا في اللّيل. كانت كثيرا ما تنام جنى مع إحدى جدّتيها، وقد كان ذلك الوقت الوحيد الّذي يستطيع فيه عماد أن يحظى بنوم هانئ.

ميساء كانت تطلب من عماد تغيير الغرفة لأنّها كانت تعلم بمدى انشغاله بالعمل، لكنّه كان يرفض وكان يخبرها بأنّه بخير. كانت ميساء قد حصلت على إجازة من الأكاديمية، ولذلك كانت تمضي معظم وقتها في المنزل.

استطاع عماد التسلّل بهدوء خارج الغرفة، لكن بمجرّد أن اغتسل وعاد ليأخذ ملابسه، وجد ميساء أمامه.

"صباح الخير" قالتها ميساء بابتسامة فردّها عماد وقال مبتسما "لم يكن هناك داع لاستيقاظك"

"أعلم" قالتها ميساء وقدّمت له ملابسه ثمّ أضافت "أحضرت لك كلّ ما تحتاجه كيلا تدخل إلى الغرفة ثانية"

"إذن تخشين إيقاظ جنى؟ وأنا من ظننت بأنّك استيقظتِ من أجلي"

ضحكت ميساء وقالت "هذا وذاك"

ذهبت ميساء إلى المطبخ بينما واصل عماد تحضير نفسه. لم يكن عماد رجلا متطلّبا، وقد كان يتعاون مع ميساء في أعمال المنزل لأنّ كلاهما يعمل. لكن منذ أن دخلت جنى حياتهما وزاد انشغال عماد، أصبح كلّ شيء فوضويا. لحسن الحظ، كانت عائلة كلّ منهما تقدّم الكثير من المساعدة.

حينما جهّز عماد نفسه، دخل إلى المطبخ ووقف خلف ميساء ثمّ انحنى وقبّل رأسها وقال "أعتذر لأنّني لا أمضي الكثير من الوقت معك"

ابتسمت ميساء وقالت دون أن تلتفت إليه "لا تقل هذا، لم يكن خطؤك توالي الأحداث بهذه الطريقة"

"لكنّك منزعجة" قالها عماد فوضعت ميساء الأطباق على الطاولة في وسط المطبخ ثمّ التفتت إليه وقالت مبتسمة "لا أنكر بأنّني أشتاق لك"

ابتسم عماد وقبل أن يردّ قالت ميساء "عليك تناول إفطارك لتذهب"

لم يعلم عماد إن كانت تحاول طرده كيلا يتأخّر عن عمله أو كي تستطيع العودة إلى النوم، لكنّه لم يهتمّ بالسبب بل اقترب منها وعانقها قائلا "سأعوّضك عن هذا، أعدك"

في القصر، كان يوم عمل عادي لعماد ولؤي اللّذان كانا في المكتب حينما دخلت نغم وقالت بهدوء "لدينا زائر غير متوقّع"

استغرب كلاهما فاقتربت نغم أكثر وقالت "فتاة بعيون حمراء وشعر أحمر تريد لقاء لؤي"

"هذه المواصفات..." قالها عماد ثمّ توقّف والتفت إلى لؤي الّذي قال بهدوء "أجل، الفتاة الوحيدة المتبقّية من القبيلة الأصلية لذوي العيون الحمراء"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن