توقّف سيف عن العبث بشعر نور متفاجئا ممّا سمعه ثمّ ابتسم وقال "أنت حقّا تحبّين الأطفال"
ابتسمت نور واكتفت بالصمت فقال سيف "ألا يكفي طفلان؟"
عرفت نور في تلك اللحظة بأنّه متردّد، حينها أمسكت بيده الّتي كانت تعبث بشعرها وقالت "ألا تريد ذلك؟"
تنهّد سيف وقال "لا أحبّ الأدوية الّتي تتناولينها لتقومي بإرضاع الطفل، لقد سبّبت لك الكثير من الأذى في آخر مرة"
"سيكون ذلك لفترة قصيرة، أستطيع تحمّل ذلك"
كانت نور تحصل على عناية طبّية حينما تتبنّى طفلا لتستطيع إرضاعه. ورغم أنّها عملية بسيطة وغير مؤذية، فقد كان جسد نور مختلفا ولم يتقبّل تلك الأدوية، ولذلك عانت كثيرا خلال فترة تناولها.
"لنؤجل هذا الموضوع إلى وقت لاحق" قالها سيف فتركت نور يده وقالت "إلى متى؟"
"لنؤجّله فقط، سأسأل طبيبتك أوّلا، وليس هناك داع للتعجّل"
تنهّدت نور واكتفت بالصمت فقال سيف "وإيّاك أن تجعلي الطبيبة تكذب عليّ لأنّني سأعرف"
"وكأنّها ستستمع لي" قالتها نور بهدوء ثمّ همّت بالوقوف فأمسك سيف بيدها وقال "إلى أين؟"
لم تلتفت نور وقالت "لن أتأخّر"
لكنّها تفاجأت به قد سحب يدها ما جعلها تجلس ثانية. التفتت نور إلى سيف الّذي قال "هل أنت غاضبة؟"
"لا" قالتها نور ثمّ طأطأت رأسها وقالت "أنا منزعجة من هذا الجسد"
ابتسم سيف ثمّ طوّق نور بذراعيه واحتضنها قائلا "أعلم بأنّك منزعجة منّي"
"لأنّك لا تشرح، وأنت تعلم بأنّني أكرهك حينما تفعل هذا"
"أعلم، لكن سيكون عليك تقبّل الأمر هذه المرة، لا أريدك أن تتحمّسي للموضوع، لأنّك تتهوّرين حينما يتعلّق الأمر بالأطفال"
لم يكن بإمكان نور نفي ذلك، وما كان منها سوى الالتزام بالصمت ردّا عليه، حينها تركها سيف وقال وهو يبعد شعرها عن وجهها "سنتحدّث عن هذا الموضوع ثانية حينما يكون الوقت مناسبا"
كانت نور تعرف بأنّه يقصد بألّا تسأل إلّا حينما يقوم هو بفتح الموضوع، ولأنّها تعرف سيف حقّ المعرفة، فهي تعلم بأنّه لا يفعل شيئا كهذا إلّا إن كان يخفي شيئا لا يريدها أن تعرف به، أو لن يخبرها به في الوقت الحاضر على الأقلّ. لطالما كان سيف يفرط في حماية نور، ورغم أنّها كانت تعلم بأنّه يفعل ذلك لأنّه يحبّها، إلّا أنّها لم تكن توافق على إخفائه شيئا ما عنها لحمايتها.
كان على نور الآن الاختيار بين مواجهته، أو الاستسلام وانتظاره إلى أن يتحدّث، وقبل أن تقرّر قال سيف وهو يضع كلتا يديه على وجهها "ألا تثقين بي؟"

أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantasyلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...