الفصل 32: لنذهب معا

27 2 0
                                    

لم تكن لينا تتوقّع زيارة من رامز في ذلك الوقت، وبسبب ارتباكها قالت دون تفكير "ادخل" لكنّها سرعان ما انتبهت فقالت فورا "لحظة، لا تدخل الآن"

كانت ترتدي ملابس خفيفة ومكشوفة لأنّها كانت على وشك النوم، وكادت أن ترتكب خطأ مزعجا. لينا لا تفهم بعد السبب في تغيير المعاملة بين الذكور والإناث، هي تفهم السبب جزئيا، لكنّ عقلها لا يملك ما يكفي من الخبرة ليستوعب ذلك.

رامز الذي كان عند الباب ابتسم وهو يعرف بأنّها كانت ستجعله يدخل دون أن تنتبه لما ترتديه، لم ترتكب هذا الخطأ منذ مدة، لكنّها ارتكبته من قبل وحصلت على توبيخ منه.

ارتدت لينا ما وجدته أمامها من ملابس ثمّ طلبت من رامز الدخول، وبمجرّد أن فتح الباب ورأى الغرفة في حالة من الفوضى قال "ليس لائقا أن ترمي ملابسك هكذا"

"إن كنت هنا لتزعجني فارحل لأنني أشعر بالنعاس"

ضحك رامز وجلس على الأريكة الموضوعة على جانب السرير مقابلا لينا التي كانت تجلس هناك بالفعل. حاولت أن تستقبله بمنظر لائق، لكنّها نسيت بأنّ ملابسها مرمية في كلّ مكان.

"توقّعت أن تبحثي عنّي بعد عودتك إلى القصر" قالها رامز فردّت لينا قائلة "كنت أعلم بأنّك ستكون مشغولا"

"كيف كان تدريبك اليوم؟"

"هل أخبرك ريان؟"

"أجل، مع أنّني كنت أتوقّع أن أعرف منك"

شعرت لينا بالارتباك حينما سمعت ما قاله ولم تعلم كيف ترد عليه. كانت ستقول بأنه كان مشغولا ولم ترغب بإزعاجه، لكن هل حقا كان ذلك هو السبب؟ كان بإمكانها إخباره ولم يكن ليردّها لو أنّها طلبت التحدّث معه، فلماذا فعلت ذلك؟

وضعت لينا يدها على ذقنها كما لو أنّها تفكّر بعمق، ثمّ قالت بصوت خافت "لا أعلم السبب"

عرف رامز في تلك اللحظة بأنّها لا تفهم سبب تصرّفاتها فقال "أنت منزعجة لأنّني مشغول، لذلك لم ترغبي بإخباري"

حدّقت به لينا بصمت فقال "أعلم أنّك تتفهّمين الوضع، لكنّه أمر طبيعي أن تشعري بالانزعاج وخيبة الأمل"

كانت لينا قد سألت هيام عن سبب اعتذارها من سامي رغم أنّها كانت تشعر بأنّ العقاب ظالم، وقد أجابت هيام قائلة بأنّه حينما عاملها كالمعتاد رغم أنّها قاتلت بشكل مخالف بل وقام بالثناء عليها، حينها شعرت بأنه يخبرها بأنّه سيعتني بها وبجميع الفرسان حتى لو كانوا منزعجين منه.

في تلك اللحظات، شعرت لينا بأنّها تفهم موقف هيام، وتفهم موقف سامي أيضا. والأهم من ذلك، هي تفهم الآن بأنها كانت منزعجة من رامز، لكنّها أيضا تشعر بالذنب لأنها لم تخبره بنفسها كالمعتاد.

ابتسمت لينا وقالت "لا أصدّق بأنّني تصرّفت بشكل سخيف دون أن أدرك حتى"

ابتسم رامز بدوره وهو سعيد لأنها فهمت الأمر وقال "كان تصرفا طبيعيا، لكن بما أنك تعرفين الآن فأتمنى ألا تواصلي فعل ذلك. حقيقة أنني مشغول لن تتغير، خاصة مع غياب عماد، لكنّك تعلمين بأنّك تستطيعين الوصول إليّ في أيّ وقت ويمكننا التحدث في أي وقت"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن