الفصل 53: سارة

31 2 3
                                    

ذهب كلّ من رامز ولينا إلى ساحة التدريب ليبدآ المبارزة وفقا لاقتراح رامز. لم تستخدم لينا السيف منذ فترة طويلة بسبب ما حدث في الغرب، لذلك كانت متعطّشة لمبارزة رامز بعد كلّ هذا الوقت.

بدأت المبارزة بينهما بسيوف حقيقية وبهدوء، فقد أراد رامز أن يستمتع معها لا أن يقوم بتدريبها كالمعتاد. كانت لينا تحدّق برامز كثيرا خلال المبارزة على غير عادتها، وحينما لاحظ رامز ذلك قال مبتسما "إن كان لديك ما تريدين قوله فقوليه"

وجّهت لينا ضربة قويّة مباشرة نحو رامز الّذي تصدّاها، وقد استطاع الفرسان في الساحة المجاورة سماع دويّ الضربة وعرفوا بأنّ رامز يتبارز مع لينا.

"أشعر بأنّه سيأتي يوم تجبرني فيه على إخبارك بكلّ ما أخفيه، أنت بالفعل تجعلني أفعل كلّ ما تريده"

ابتسم رامز وكان المهاجم هذه المرّة لكن بضربة خفيفة ثمّ قال "لا تقلقي، أنا أعلم متى أتوقّف"

كان عماد يبحث عن رامز ليعرف كيف سارت المحادثة، وحينما رأى من إحدى النوافذ بأنّه كان يتبارز مع لينا في الساحة، عرف بأنّ الأمر سار بخير. واصل عماد التحديق برامز وهو يتساءل إلى أين سيقوده هذا. رامز كان يعلم بأنّه من المهمّ وضع حدود بينه وبين أيّ فتاة ولو اعتبرها صديقة. قبل ظهور لينا، كانت نغم الفتاة الوحيدة الّتي يعتزّ بها رامز ويعتبرها جزءا من عائلته، ورغم أنّه كان يثق بها وتثق به، إلّا أنّه لطالما حافظ على حدود واضحة كيلا تفسد تلك الثقة بينهما. لكن مع لينا، شعر عماد بأنّ رامز كان يتدخّل أكثر من اللّازم، وكان يتوقّع أكثر من اللّازم، ربّما لأنّها لم تكن فتاة عادية، وربّما لسبب آخر لا يرغب عماد بالتفكير فيه.

حينما انتهت المبارزة بين رامز ولينا، قرّرت لينا الذهاب إلى ساحة تدريب الفرسان للقاء ريان، بينما قرّر رامز الذهاب للقاء سارة. كان جناح الفرسان يقع جنبا إلى جنب مع مبنى القصر الرئيسي، وكان يضمّ عدّة ساحات تدريب يمكن رؤية إحداها من الجانب الشرقي للقصر. توجّهت لينا إلى ساحة التدريب الّتي عادة ما تسأل عن ريان فيها، وبالفعل كان هناك يشرف على تدريبات الفرسان.

اقتربت لينا من ريان قائلة "أرجو أنّني لا أزعجكم"

ابتسم ريان حينما سمع ذلك وقال "مرحّب بك في أيّ وقت"

ابتسمت لينا لسماع ردّه، لكنّها شعرت فجأة بشخص يراقب من بعيد ورفعت رأسها فورا نحو إحدى نوافذ القصر المطلّة على الساحة.

في تلك اللّحظة، تفاجأت نغم الّتي كانت تحدّق من النافذة بلينا وابتعدت فورا عن النافذة وقلبها يخفق بشدّة. لم تكن نغم تتوقّع بأنّهم سيشعرون بوجودها رغم بعد المسافة.

كانت نغم واقفة في رواق فارغ يقود إلى أحد الأجنحة الفارغة في القصر، وقد وجدت نفسها خلال الأيّام الماضية تتردّد على هذا الرواق لتستطيع رؤية ساحة التدريب، أو بالتحديد، لتستطيع رؤية ريان.

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن