حينما عرف جميع من في قصر الوسط بما حدث مع الصيّادة، لم يعد أحد يعلم ما يجب فعله. كان الاجتماع لا يزال جاريا، وكان من المفترض أن يستمرّ لعدّة أيّام. كان الملك يعرف بأنّ انهيار الصيّادة هو أمر خطير، فهو يعني بأنّ الطامعين في قوّة الظلام إمّا سيستهدفونها أو سيستهدفون جبال الظلام في المناطق الأخرى، ولهذا كان يعلم بأنّ الأولوية الآن هي أن يعود سادة المناطق وقادة الفرسان لحماية جبال الظلام، بينما يتمّ تأجيل الاجتماع إلى إشعار آخر. كان الملك قد علم بأنّ نور مديرة مركز دان تقوم بحماية لينا، وهو ما جعله يشعر بالراحة.
حينما انتهى إلياس من تجهيز نفسه، خرج إلى ساحة القصر حيث كان رامز هناك بالفعل على حصانه، وبمجرّد أن امتطى إلياس حصانه، انطلق الاثنان معا. كان رامز وإلياس صديقين مقرّبين، لكنّهما لم يسافرا معا منذ عدّة سنوات بسبب انشغال كلّ منهما بمنطقته وحياته.
ريان بدوره كان قد جهّز نفسه وقرّر الانطلاق مع لجين إلى مخرج العاصمة ليفترقا لاحقا وينطلق كلّ منهما إلى وجهته. حينما سمع طارق قائد فرسان الجنوب بانهيار لينا وعرف بأنّ رامز سيذهب إليها، شعر نوعا ما ببعض الراحة. كان يتمنّى لو أنّه يستطيع تقديم المساعدة، لكنّه كان يعرف بأنّ الأولوية الآن هي حماية الجنوب وحماية ليندا سيّدة الجنوب خاصّة لأنّها لا تزال محايدة ويطمع فيها الكثير من الأطراف.
كان على رامز وإلياس اتخاذ طريق قرية دان رغم أنّه من الأفضل الذهاب مباشرة من الوسط إلى الغرب دون الحاجة لدخول الجنوب. لم يكن رامز بحاجة لدخول قرية دان، بل فقط المرور على طريقها لأنّه طريق مؤمّن من قبل القرية، وهو ما اتفق عليه سيف ورامز مسبقا في حالة الطوارئ. وفي حالات الطوارئ أيضا، كانت هناك محطّات على مستوى مختلف المدن والقرى يمكن فيها استبدال الحصان بحصان آخر لضمان متابعة الرحلة دون استراحة، وهو ما قرّر رامز وإلياس فعله ليستطيعا الوصول إلى الغرب بسرعة.
في الشرق، كان عماد مع سامي ونغم ولؤي في مكتب رامز وقد تلقّوا رسالة منه تفيد بذهابه إلى لينا في الغرب وبعودة ريان إلى الشرق. لؤي كان قد بدأ يستخدم العكازات بشكل أفضل للسير، ولهذا لم يعد عليه البقاء في غرفته طوال الوقت. كان الجميع يعلم بأنّ تلك الاتفاقية الّتي فرضها رامز كانت من أجل حماية لينا في حال انهيارها، لكن لم يتوقّع أحد أن يحدث ذلك في وقت قريب.
"من الأفضل نشر الفرسان، سأترك فرقة من النخبة في القصر وأقوم بجولة إلى جبل الظلام خلال ذلك" قالها سامي فردّ عماد قائلا "أعتمد عليك"
غادر سامي المكتب من فوره، وقد علم كلّ من عماد ونغم بأنّ نشر الفرسان يعني وضع حراسة لمنزل كلّ منهما لأنّهما شخصان مهمّان في الشرق وقد يتمّ استهدافهما.
لؤي لم يكن يغادر القصر منذ أن أصيب، وقد كان يحصل على تقرير من مساعده في مبنى المالية لأنّه المسؤول هناك. لكن بالنظر لما يحدث، فهذا يعني بأنّه سيواصل البقاء في القصر إلى أن تمرّ حالة الطوارئ هذه. كان لؤي يعلم بأنّ لينا شخص قويّ، لذلك لم يكن يقلقه انهيارها، بل كان يقلقه ما بعد ذلك. فإذا ما قرّرت الاختفاء لأنّها لم تعد تريد مواصلة حماية جبال الظلام، فستختفي دون أن تقول شيئا. كان لؤي يستمتع بصحبة لينا، لكنّه لم ينس يوما بأنّها لا تفهم معظم ما تمرّ به من مشاعر، وكان يعلم بأنّ سفرها وعدم قدرتها على البقاء في مكان واحد لم يكن يعني سوى أنّها تفتقد مكانا ما وستذهب إليه في وقت ما. كان لؤيّ مستعدا لفراقها دون وداع، لكنّه كان يعرف بأنّ رامز لن يفعل ذلك.

أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantasiلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...