الفصل 65: لأنّه منزلي

19 0 2
                                    

في الغرب، جلست لينا مع إسحاق بعد وصولها إلى القصر، وكان أوّل ما بدأ بالتحدّث عنه بعد التحيّات هو إرسال الفتاة المدعوّة ليلى إلى الشرق وعن عرضه لرامز. شعرت لينا في تلك اللّحظات بأنّ الاستنتاج الّذي وصلت إليه والّذي تحدّث حسام عنه هو استنتاج صحيح حتما، فيبدو بأنّ إسحاق أيضا يعتقد بأنّها ستتقبّل مشاعر رائد نحوها بعد أن يتزوّج رامز.

لكنّ إسحاق لم يتوقّف عند هذا الحدّ، بل أضاف قائلا "سمعتُ بأنّ مخطوبة إلياس قد وافقت على الزواج أخيرا، يبدو بأنّ الجميع قد بدأ يفكّر بالزواج"

لم تكن لينا تعلم بما حدث بين إلياس وغيداء، لكنّ إسحاق لم يكن ليكذب لولا أنّ الأمر قد حدث فعلا. كانت نظرة إسحاق نحو لينا غريبة، فكما لو أنّه كان يقول لها 'كلّ حلفائك المقرّبين لن يصبحوا كذلك'، لأنّه كان يعلم بأنّ إلياس هو شخص تثق به لينا كثيرا وربّما يكون في المرتبة الثانية بعد رامز.

لكن ما لم يعلمه إسحاق هو أنّه مهما حاول تصوّر لينا شخصا طبيعيا وبأنّها قد تتأثّر حينما ترى رامز يبتعد عنها فهو لن ينجح، لأنّ لينا لم تكن تفهم مطلقا ما قد يحدث من تغيّرات ولماذا يجب أن تؤثّر عليها. لينا كانت تعلم بأنّ إلياس سيتزوّج غيداء يوما ومع ذلك كان شخصا مقرّبا منها ولم تمانع غيداء ذلك أو تظهر أيّ قلق بشأن ذلك. ورغم أنّ رامز كان يبدو مهووسا بها، فقد كانت واثقة بأنّ الأمور لن تتغيّر كثيرا حتّى بعد زواجه، أو على الأقلّ لم تكن تستطيع أن تستوعب لماذا قد تتغيّر.

فكّرت لينا قليلا مع نفسها بينما واصل إسحاق التحدّث، ثمّ تذكّرت رسالة رامز الغريبة. حاولت لينا خلال طريقها إلى الغرب أن تفهم لماذا أرسل لها تلك الرسالة ليخبرها بأنّه لن يتزوّج تلك الفتاة، لكنّها لم تستطع.

'من الأفضل ألّا أفكّر' قالت لينا ذلك لنفسها ثمّ قالت ردّا على إسحاق "لا أعلم ما هي نواياك اتجاه الشرق، لكن عليك أن تعلم بأنّني لن أقف مكتوفة اليدين إن سبّبت الأذى لأيّ شخص هناك"

ابتسم إسحاق حينما سمع ذلك وقال "أليست الصيّادة تقوم بحماية جميع المناطق؟ لماذا تخصّين الشرق فقط بحديثك؟"

"أنا أحمي المناطق من جبل الظلام فقط، بينما أحمي الشرق لأنّه منزلي" قالت لينا بهدوء جعل إسحاق مستغربا. كانت لينا من قبل لا تظهر أيّ تعلّق بالشرق بشكل علني، لكنّها المرّة الأولى الّتي تفعل فيها ذلك. إسحاق كان يفهم سبب حديثها المباشر هذا، فهي تعلم بأنّه يحاول إبعادها عن رامز، ولهذا تخبره بأنّه مهما فعل، فسيظلّ الشرق منزلها.

"لا تقلقي، لا نيّة لي لإيذاء أحد، كلّما ما عرضته هو محاولة للربط بين الغرب والشرق من أجل مستقبل الجميع" قال إسحاق بهدوء جعل لينا تطمئنّ في الوقت الحالي على الأقلّ. فإن كان كلّ ما يريده إسحاق هو إبعادها عن رامز ودفعها نحو رائد، فذلك يعني بأنّه لا داعي لأن تقلق بشأن ما يخطّط له.

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن