كانت غرفة بسيطة تلك الّتي كان يستخدمها لؤي في منزله، لم يكن بها الكثير من الأثاث، لا يوجد سوى سرير وخزانة وكرسي. كان لؤيّ على السرير لازال مغطّى بالضمادات، حتّى وجهه لم يسلم منها. كانت ذراعه اليمنى مكسورة، ولهذا كانت مرفوعة إلى عنقه. إحدى ساقيه كانت مكسورة أيضا ولم يكن بالإمكان استخدامها، بينما كانت الساق الأخرى بها بعض الكسور الخفيفة. كان هناك جرح عميق في كتفه الأيمن، وجرح في سطحي في صدره، وجرحان عميقان في ساقيه. نجاته كانت معجزة، ونجاته دون فقدان وظائف ساقيه أو على الأقلّ ساق واحدة سيكون معجزة أيضا، هذا ما قاله الطبيب.
حدّق ريان الجالس على الكرسي بجانب السرير بجسد لؤي بصمت، وحينما اكتفى لؤي من ذلك قال "لم أنت هنا؟"
حوّل ريان نظره إلى عيني لؤي ثمّ قال "هل تشعر بخيبة الأمل لأنّني أنا من أزورك وليس رامز؟"
اكتفى لؤي بالصمت فقال ريان "لقد عرفنا تقريبا ما حدث، لكنّني أريد منك الآن سببا لا يدفعني إلى رفع هذا الأمر إلى المحكمة"
كان لؤي يتوقّع بأنّ شيئا كهذا سيحدث، خاصّة وأنّه اختبأ خلف عذر منع الزيارة إلّا إن أراد المريض ذلك.
"لم أقصد أن يحدث كلّ هذا" قالها لؤي بهدوء، حينها ابتسم ريان وقال "أخبرني بما حدث"
كان ريان يخشى أن يواصل لؤي عناده وألّا يتحدّث، ولهذا شعر بالراحة لأنّه لم يفعل.
حكى لؤي لريان كلّ ما حدث. بدأ الأمر بوصول رسالة مشفّرة إلى لؤي تفيد بأنّ أفرادا من ذوي العيون الحمراء يريدون إعادة ذاكرة لؤي الّتي فقدها بعد المجزرة، وقد قالوا بأنّها كانت رغبة والد لؤيّ الحقيقي. لؤي لم يكن يملك أيّ ذكريات للمجزرة أو لطفولته، ولهذا لم يكن بإمكانه رفض ذلك العرض. في المقابل، أراد أولئك الأشخاص بعضا من دماء لؤي للعبور إلى غابة العيون الحمراء، فلؤي كان من الأشخاص النادرين الّذين يملكون دماءً قوية. كان لؤي ينوي المقايضة بهدوء دون أن يعلم أحد.
لكن ما لم يتوقّعه لؤي هو أنّ أولئك الأشخاص كانوا ينوون قتله كيلا يعلم أيّ أحد بما حدث، وذلك لأنّهم يعلمون بأنّ سيّد الشرق سيتعقّبهم ولو طال الزمن. لكن ولأنّهم كانوا بالفعل مطاردين من قبل الفرسان، لم يكن لديهم ما يكفي من الوقت لقتله، رحلوا قبل فعل ذلك. رؤية رامز للؤي وهو يغادر القصر كانت صدفة، ولولا ذلك لكان لؤي قد قُتل دون معرفة أحد.
حينما انتهى لؤي من قصّ حكايته، نظر إلى ريان الّذي قال من فوره "أنت آخر شخص كنّا نتوقّع منه أن يتهوّر بهذا الشكل"
"لأنّني كنت هادئا دائما؟" قالها لؤي بنبرة منزعجة فقال ريان "لأنّك شخص يستخدم عقله عادة"
تنهّد لؤي وقال "لا أحد يفهم معنى أن تعيش وأنت مقيّد بالقوانين الّتي لا تسمح لك حتى بالسؤال عن أصلك"

أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantastikلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...