الفصل 18: أصدقاء

43 2 0
                                    

في الشرق، كان رامز وعماد في المكتب يعملان بصمت. كان رامز يجلس على المكتب الرئيسي، بينما كان عماد جالسا على المكتب الجانبي. سمع الاثنان طرقا على الباب، وقبل أن يجيب أحدهما فُتح الباب ودخلت منه فتاة قائلة "مرحبا"

كانت فتاة بشعر أسود طويل متدلّي على ظهرها وبعينين بنّيتين. حينما رآها عماد وقف وقال "ما الّذي جاء بك؟"

"أهكذا ترحّب بي؟" قالتها الفتاة وهي تقترب بعد أن أغلقت الباب، كان حملها واضحا من خلال ملابسها الواسعة.

نظر إليها رامز مبتسما وقال "أهلا بك ميساء"

بينما اقترب عماد منها وقال "تعرفين ما أقصد"

كانت تلك ميساء زوجة عماد، وقد كانت حاملا في شهرها السابع.

اقترب عماد أكثر إلى أن أمسك بيدها حيث جعلها تجلس على الأريكة وقال "أخبرتك أن تتوقّفي عن التنقّل وها أنت هنا، ماذا لو آذيت نفسك؟"

ابتسمت ميساء وقالت بهدوء "لا تقلق أنا بخير"

تنهّد عماد بعمق وهو لا يعرف ماذا يقول، فوقف رامز واقترب منهما قائلا لميساء "تقومين بعمل جيّد في جعله قلقا"

ضحكت ميساء فجلس رامز وقال وهو ينظر إلى الملفّ في يد ميساء "لا يبدو بأنّك جئت لرؤيتنا فقط"

انتبه عماد بدوره إلى الملفّ فقال وهو ينظر إليها "هل جعلوك تجلبين التقرير رغم أنّك هكذا؟"

ضحكت ميساء ثمّ قالت وهي تقلّب الأوراق في الملفّ "أنا من قلت بأنّني سأجلب التقرير، هل يمكنك أن تكفّ عن القلق؟"

كانت ميساء مدرّسة في الأكاديمية، وقد كانت تدرّس الصفوف العليا. ميساء كانت أحد المرشّحين لمنصب مساعد رامز حتّى قبل زواجها من عماد، لكنّها اعتذرت عن ذلك لأنّ حلمها كان التدريس، ولهذا لم تستطع ترك مهنتها.

كانت العلاقة بين ميساء ورامز ولؤي وريان علاقة وطيدة، فهم أصدقاء مقرّبون من عماد كما لو أنّهم إخوة. ولأنّ الأكاديمية كانت تقوم بإعداد تقرير دوري لتقديمه إلى رامز، فقد كانت ميساء تتكفّل بإيصال التقرير وشرحه.

كان على رامز أو عماد التحقّق من التقرير مع ميساء، ولهذا قال رامز وهو يشير إلى الأوراق بين يديه "اختر، هل ترغب بمواصلة عملي أو التحقّق من التقرير؟"

كان رامز قد جلب الأوراق الّتي كان يعمل عليها ليواصل العمل وهو يجلس مع ميساء. شعر عماد بأنّ رامز يطلب منه التوقّف عن القلق، حينها أخذ الملفّ من يدي ميساء وقال "ما كان يجب أن أعرّف زوجتي على شخص مثلك"

"على الأقلّ نحن لا نتذمّر طوال الوقت مثلك" قالها رامز بهدوء وقد عاد للعمل.

لم تستطع ميساء كتم ضحكها رغم أنّها معتادة بالفعل على هذا المنظر.

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن