الفصل 34: لؤي

28 2 0
                                    

كان لؤي وحيدا في غرفته يعمل بهدوء مع الكثير من الملفّات والأوراق، إلى أن سمع طرقا على الباب دخلت بعده لينا قائلة "كيف حالك؟"

ابتسم لؤي حينما رآها وقال بعد أن وضع القلم من يده "يقتلني هذا الوضع"

ابتسمت لينا واقتربت أكثر إلى أن جلست قريبا منه على سريره وقالت "لماذا أنت وحدك؟"

"عماد غادر للتوّ، ورامز ذهب للقاء ريان لأنّه يحتاجه في شيء ما"

حدّقت لينا بذراع لؤي المصابة ثمّ قالت "هل قال الطبيب متى ستتعافى؟"

تنهّد لؤي وقال "عليّ أن أنتظر شهرا على الأقلّ قبل أن أحاول استخدام ساقيّ وذراعي"

كانت تلك فترة طويلة حتما جعلت لينا تشعر بالأسف على لؤي. كان من المفترض أن يسافر لؤي مع رامز إلى الاجتماع، فعادة ما يرافق سيّد المنطقة أحد مساعديه، ولهذا شعرت لينا بالضيق عند رؤيته على هذه الحال. كانت ترغب بأن تخبره بأنّها قرّرت أن تسافر مع رامز، لكنّها فضّلت تجنّب ذكر الموضوع.

حينما رأى لؤيّ صمتها وملامحها القلقة قال مبتسما "هل تشعرين بالحزن عليّ؟"

الحزن، تلك كلمة لم تكن لينا تفهمها تماما، لكن ربّما هذا هو ما تشعر به، فهي قد شعرت من قبل بالأسف على الآخرين، لكنّ الأمر لم يزعجها كما يزعجها الآن.

"ربّما ما أشعر به هو الحزن" قالتها لينا بهدوء فقال لؤي "حينما تعودين من رحلتك في المرّة القادمة، سأستقبلك وأنا واقف، وسأحمل بذراعي هذه باقة ورد، ما رأيك؟"

ضحكت لينا حينما سمعت كلامه فقال مبتسما "لا أعرف إن كنت تحبّين الورد، ربّما من الأفضل أن أحمل شيئا يُأكل"

"لا أعلم، لم يسبق أن حصلت على الورد"

"إذن سأكون أوّل من يقدّم الورود للصيّادة"

شعرت لينا براحة غريبة مفاجئة، وقد كان سببها لؤي. لطالما كان يقول الآخرون عنه بأنّه شخص ساحر يعلم كيف يجعل الجميع يشعرون بالسعادة، وهي تستشعر ذلك كلّما حظيت بمحادثة معه.

"سأنتظر ذلك الوقت بفارغ الصبر" قالتها لينا بابتسامة.

في مكتب نغم، عرفت هي وريان بأنّ الطارق هو رامز، وبالفعل دخل مباشرة وقال "هل حدث شيء؟"

كان ريان قد أرسل أحد الحرّاس وطلب منه أن بطلب من رامز ملاقاته في مكتب نغم فورا، لكنّه لم يخبره بالسبب.

أشار ريان لرامز بالجلوس وقال "سأشرح لك ما حدث"

كانت نغم ممتنّة لأنّ ريان قد تطوّع لإخباره بما حدث، فقد كان الأمر محرجا بما يكفي، ولم تكن ترغب بالتحدّث عنه مرّة أخرى.

بمجرّد أن أخبر ريان رامز بكلّ ما حدث، التفت رامز نحو نغم وقال "هل أنت بخير؟"

"أنا بخير" قالتها نغم بابتسامة جعلت رامز يشعر ببعض الراحة. كان متأكّدا بأنّها ستكون متفاجئة بسبب ما حدث، لكنّه عرف بأنّ ريان قد تحدّث معها وجعلها تهدأ. صحيح بأنّ نغم فتاة حسّاسة، لكنّ رامز يعلم بأنّها ليست ضعيفة، وإلّا لما استطاعت إدارة القصر بسلاسة.

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن