دخل الجميع إلى إحدى غرف الاستقبال في القصر بعد أن حصلت لينا على الكثير من التهاني بعودتها سالمة. رامز كان سعيدا برؤية لينا وهي بخير في الشرق أخيرا، لكنّه كان سعيدا أيضا لأنّ لؤي كان بخير.
"هل أنت بخير حقّا لتسير هكذا دون مساعدة؟" سأل رامز لؤي الّذي كان يجلس مقابلا له بجانب لينا فقال لؤي مبتسما "أنا بخير تماما، لقد سمح لي الطبيب بالمشي دون عكّازات"
كانت لينا تجلس بين لؤي ونغم، بينما كانت قد وضعت باقة الورود على الطاولة أمامها. واصلت لينا التحديق بتلك الباقة ثمّ قالت "لكن لماذا اخترت هذه الألوان؟"
"لأنّها تبدو مشرقة وتجلب السعادة" قالها لؤي مبتسما فقالت لينا "كنت أتوقّع ورودا سوداء"
ضحك لؤي لسماع ذلك وقال "لم أكن لأفكّر بهذا اللّون"
"لا أعتقد بأنّ الورود السوداء تناسبك" قالتها نغم فالتفتت إليها لينا وقالت "وأيّ لون يناسبني برأيك؟"
"الأصفر"
استغربت لينا تلك الإجابة الّتي تتطابق مع اللّون الّذي اختاره لؤي. كانت الزهور الصفراء مبهجة حقّا، لكنّها لم تشعر بأنّها تناسبها.
حوّلت لينا نظرها نحو عماد الجالس بجانب رامز فابتسم عماد وهو يعرف بأنّها تريد رأيه وقال "أنا أيضا أعتقد بأنّ الباقة تناسبك"
"غريب" قالتها لينا بملامح جادّة لكنّ لؤي قطع سلسلة أفكارها حينما قال "إذن أخبرنا كيف استطعت إيقاظها"
ابتسم رامز حينما سمع ذلك السؤال فقال عماد "أراهن أنّك قمت بتهديدها"
"أوافقك" قالها لؤي وقبل أن تقول لينا أيّ شيء قالت نغم "وأنا أوافق" وقال ريان بدوره "أنا متأكّد من ذلك"
"أنتم حقّا مزعجون" قالتها لينا وهي تعلم بأنّهم يستمتعون بإحراجها، حينها قال رامز "أعتقد بأنّ القارة كلّها تعلم بأنّني أيقظتك باستخدام التهديد"
ضحك الجميع وقد أكّد لهم رامز ما حدث، بينما تنهّدت لينا وابتسمت وهي لا تعرف كيف وصل الحال لما هو عليه.
"كيف هو الوضع هنا؟" سأل رامز عماد الّذي قال "هناك الكثير لدرجة أنّك ستتمنّى لو لم تعد"
تنهّد رامز حينما سمع ذلك بينما وقفت لينا قائلة "سأذهب إلى رؤى"
استغرب رامز ذلك وقال "من الأفضل أن تأخذي قسطا من الراحة أوّلا"
"أنا بخير، ربّما سأعود في المساء" قالتها لينا وخرجت من الغرفة.
كانت أيّام الشتاء قصيرة، ولهذا كانت لينا تعلم بأنّ اللّيل سيحلّ قريبا، لكنّها مع ذلك كانت تحتاج إلى رؤية رؤى ولو لبعض الوقت.
ركبت لينا حصانها وتوجّهت إلى المقهى الّذي تملكه صديقتها والّذي كان يقع في وسط المدينة. كانت رؤى تعيش وحدها، فعائلتها تعيش في قرية بعيدة عن العاصمة، ولم توافق على الانتقال مع رؤى حينما قامت بفتح المقهى. في الواقع، لم تكن رؤى على وفاق مع عائلتها، فوالدتها كانت تريدها أن تعمل في وظيفة محترمة حسب قولها وأن تتزوّج وتكون سعيدة، لكنّ رؤى كانت دوما تحلم بفعل شيء مختلف، وقد استطاعت بعد سنوات من المحاولة أن تفتح أحد أكثر المقاهي الناجحة في الشرق كلّه.
![](https://img.wattpad.com/cover/369432279-288-k604226.jpg)
أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantasiلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...