الفصل 23: نغم

23 1 0
                                    

كانت عبارة لؤيّ الغريبة آخر ما توقّعه رامز، لكنّه مع ذلك لم يتفاجأ كثيرا، فهذا الفتى قد أقدم عمدا على افتعال كلّ هذه الضجّة، سواء كان يتوقّع هذه النتيجة أم لا.

اقترب رامز وعماد أكثر من سرير لؤي وقال رامز بهدوء "أهذا ما يمكنك قوله بعد كلّ ما حدث؟"

لم يجب لؤيّ بشيء، لكن كان من الواضح بأنّ تنفّسه لم يكن منتظما، حينها التفت الطبيب الّذي كان يعالجه وقال "من الأفضل أن يحصل المريض على الهدوء، لازالت حالته غير مستقرّة"

حينما سمع كلاهما هذا الكلام، ما كان من عماد سوى أن وضع يده على كتف رامز لتهدئته وقال "لنخرج"

يبدو بأنّ معرفة ما حصل لن يكون بالأمر السهل، هذا هو ما استنتجه كلّ من عماد ورامز.

بحلول ساعات الصباح الأولى، كان الفرسان قد سيطروا على الوضع وتمّ تأمين المنطقة بشكل كامل. كانت هناك بعض العائلات الّتي قبلت عرض الذهاب إلى القصر في اللّيلة الماضية، بينما بقي الأغلبية في منازلهم تحت حماية الفرسان.

ريان عاد إلى القصر مع شروق الشمس، وقد اتفق مع سامي على تبادل الأماكن، ولهذا كان سامي قد غادر بالفعل عند وصول ريان. اتجه ريان مباشرة إلى مكتبه لأنّ الفرسان أخبروه بأنّ نغم بانتظاره. نغم بدورها لم تنم طوال اللّيل، فقد كانت تعمل مع سامي طوال الوقت، كما كان عليها استقبال العائلات الّتي لجأت إلى القصر.

حينما دخل ريان إلى مكتبه، فوجئ بنغم الّتي كانت تسند رأسها على طاولة المكتب، كانت نائمة. ربّما لن يكون من الصعب على شخص مدرّب أن يعمل طوال اللّيل، لكنّه حتما لم يكن سهلا على نغم. اقترب ريان أكثر وهو لا يدري ما يفعل، لكنّ حيرته لم تدم طويلا، إذ استيقظت نغم.

التقت عينا نغم بعيني ريان الّذي ابتسم وقال "لقد دخلت للتوّ"

رفعت نغم رأسها وقالت وهي تحاول ترتيب شعرها بتوتّر "أعتذر، يبدو أنّني غفوت"

"لا بأس" قالها ريان ثمّ انتقل للجلوس إلى مكتبه وقال وهو يهمّ بالجلوس "كانت ليلة غريبة"

"صحيح"

اكتفى كلاهما ببعض الصمت بينما كان ريان يدقّق في التقارير الّتي تركها سامي ونغم، إلى أن قطعت نغم الصمت قائلة "سمعت بأنّ لؤيّ رفض مقابلة رامز"

رفع ريان نظره إلى نغم وتوقّف عن القراءة ثمّ تنهّد وقال "أرجو ألّا يضطرّني للتصرّف بطريقة لا أريدها"

تنهّدت نغم بدورها ثمّ قالت "إذن سأجرّب الاطّلاع على المنزل، لكن سأنتظر عودة رامز"

"لك ذلك، سنذهب معا"

حينما دخلت نغم إلى القصر، كانت مجرّد موظّفة عادية. كانت نغم من عائلة فقيرة، فوالدها أصيب في سنّ مبكّرة ولم يكن بإمكانه العمل بما يكفي لينفق على عائلته. تلقّت نغم تعليما أساسيا فقط، وكان من المفترض أن تدخل إلى الأكاديمية لمواصلة دراستها، فقد استطاعت الحصول على منحة بسبب تفوّقها، لكنّها رفضت ذلك وقرّرت العمل، إلى أن انتهى الأمر بها في القصر حينما سمعت بوجود مناصب شاغرة. أرادت نغم أن تساعد عائلتها وأن تمنح أشقّاءها الأصغر منها فرصا أفضل.

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن