الفصل 60: عرض مغري

26 3 1
                                    

كانت لينا في غرفة عمل سيرين لليوم الثاني تراقبها وهي تعمل. سيرين لم تكن اجتماعية بطبعها، لكنّها ارتاحت لوجود لينا بسرعة وكانت تتحدّث معها في مواضيع كثيرة. لكن للأسف، لم تدم فرحتها، فقد قرّرت لينا الرحيل بالفعل بعد ظهر ذلك اليوم. عادة ما كانت لينا ترحل في أيّ وقت من اليوم حينما تقرّر ذلك، وقد كان الموعد عشوائيا في كلّ مرّة.

كان الثلج قد بدأ يذوب بالفعل وتمّ فتح الطرقات، ولهذا لم يستطع رامز أن يتحجّج بأيّ حجّة لتأجيل السفر.

كانت سيرين قد انتهت من صنع جهاز الاتصال، وهو عبارة عن جهاز مصنوع من الأحجار السحرية على شكل مكعّب ملوّن بألوان برّاقة. الخطوة الأخيرة لعمل الجهاز هو تبادل شيفرات الأجهزة، ولهذا كانت سيرين بانتظار اتصال وائل بها. استطاعت سيرين أن تستنتج بأنّها قد أنهت صنع الجهاز قبل وائل، وقد كانت فخورة بذلك.

"يبدو بأنّك سترحلين قبل تجربته" قالت سيرين وهي تجلس مع لينا على السجاد على الأرض تحيط بهما الأحجار السحرية والكثير من الأدوات والأوراق.

"سأجرّبه حينما أذهب إلى الشمال" قالتها لينا بابتسامة فابتسمت سيرين وقالت "في المرّة القادمة، هل يمكن أن أذهب معك إلى جبل الظلام؟"

"يبدو بأنّك فضولية"

"نوعا ما"

"سآخذك معي" قالتها لينا ثمّ وقفت وقالت "أراك عند البوّابة"

غادرت لينا الغرفة بينما واصلت سيرين العمل. كانت لينا قد أخبرت سيرين بأنّها ستطلق لير حينما تنوي المغادرة وسينبّهها صوته للنزول إلى البوّابة وتوديعها بشكل لائق.

"أشعر بالوحدة فجأة" قالتها سيرين وواصلت العمل بهدوء.

بمجرّد أن خرجت لينا من غرفة سيرين، التقت رامز في الرواق قادما نحوها.

"كنت أبحث عنك" قالها رامز فقالت لينا مبتسمة "وأنا كنت سآتي إليك"

انتقل رامز ولينا إلى الغرفة المجاورة لمكتب رامز، وبمجرّد أن دخلا وأغلقت لينا الباب، جلس رامز وتنهّد بعمق ثمّ قال وهو ينظر إلى لينا "لماذا أشعر بأنّني أشبه الأم الّتي تقلق على ابنها المسافر لأوّل مرّة؟"

ضحكت لينا وقالت "ستكون أمّا مميّزة في المستقبل"

كان ذلك تشبيها غريبا لا يناسب الوضع، لكنّ القلق الّذي يحمله رامز في نفسه بسبب لينا كان يناسب ذلك التشبيه.

"أعتقد بأنّني أنا من يجب أن أقلق بما أنّك تنوي مواجهة قاتل والديك قريبا" قالتها لينا وجلست على الأريكة الجانبية قريبا من رامز.

ابتسم رامز حينما سمع ذلك وقال "لا تقلقي، أنا لست وحدي هنا"

"وأنا لست وحدي، هناك سيف ونور، وإلياس، وطارق ورنيم، وحسام أيضا"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن