حدثت هذه القصّة قبل عدّة سنوات...
سيف 25 عاما، نور 26 عاما.
منذ أن تلقّت نور خبر اختيارها هي وسيف كآخر مرشّحين لإدارة مركز دان، لم تعد تستطيع التفكير بهدوء. ليس الأمر كما لو أنّها لم تتوقّع ذلك، لكنّ أكثر ما أزعجها هو هدوء سيف وتقبّله للمبارزة بينهما دون أن يقول أيّ شيء أو يبدي أيّ قلق أو اعتراض.
كان مدير المركز في ذلك الوقت هو والد سيف، وقد كان على وشك تسليم إدارة المركز إلى المترشّح التالي. خلال الأسابيع الماضية، تمّ إجراء عدّة منافسات لتحديد المدير التالي للمركز وفقا لقوانين قرية دان الّتي لم تتغيّر منذ سنوات، وقد تقلّصت قائمة المرشّحين لتضمّ شخصان فقط هما سيف ونور. لم يكن أحد يعرف من سيكون الفائز، فقد كان كلاهما من أقوى السيّافين في القارة كلّها.
بعد رؤيتها لمنشور موعد المبارزة بينها وبين سيف، ذهبت نور إلى الساحة الخلفية الّتي كانت فارغة وجلست هناك وهي تشعر بالضياع. لم تكن ترغب بمواجهة سيف في مبارزة كهذه لأنّها كانت تعرف بأنّها لا تستطيع أن تقاتله بكلّ قوّتها بنيّة الفوز، لم يكن شيئا تستطيع القيام به.
لم يمرّ وقت طويل إلى أن دخل سيف بدوره إلى الساحة الخلفية لأنّه كان يعرف بأنّها ستكون هناك. حينما رأته نور ابتسمت وقالت "سأتنازل عن الترشّح، يمكنك أخذ المنصب"
ابتسم سيف واقترب وجلس بجانبها ثمّ قال "لماذا تبدين حزينة؟"
"لا شيء، أنا فقط لا أعتقد بأنّني متحمّسة للمنصب"
"أنت تعلمين بأنّك سيّئة في الكذب"
اكتفت نور بالصمت فقال سيف "أخبريني بصراحة"
"لأنّني لا أستطيع مواجهتك في قتال حقيقي، بينما تبدو موافقا على ذلك"
لم يستطع سيف منع نفسه من الضحك، حينها وقفت نور وهمّت بالمغادرة، لكنّه وقف أمامها لمنعها وقال "آسف، لا أقصد السخرية"
رفعت نور رأسها نحو سيف الّذي قال بابتسامة "أنا أيضا لا يمكن أن أواجه زوجتي المستقبلية في قتال حقيقي"
كانت تلك أوّل مرّة يناديها سيف بهذه الطريقة منذ أن وعدها بالزواج قبل سنتين. لم يقم سيف بخطبتها بشكل رسمي، ولم تسأل هي عن السبب لأنّها كانت تثق به. ولأنّ كلاهما كان يسافر كثيرا خلال السنوات الأخيرة، فقد كان الوقت الّذي يقضيانه معا وقتا قليلا. لم يفتح سيف موضوع الزواج منذ ذلك الحين، لكنّ نور كانت تعرف بأنّه كان ينتظر مرور مرحلة اختيار مدير المركز، لأنّ كثيرا من الأمور ستتغيّر بعد ذلك. لكن ورغم عدم وجود خطوبة رسمية بينهما، إلّا أنّ الجميع كان يعلم بأنّهما يحبّان بعضهما وبأنّ هناك وعدا بالزواج بينهما، بما في ذلك عائلة كلّ منهما.
تفاجأت نور بما قاله ثمّ طأطأت رأسها وهي تعرف بأنّه لم يكن ليقول كلاما كذاك لولا أنّه سيعرض عليها الزواج قريبا. شعرت نور بالسعادة ولم تستطع إخفاء ابتسامتها الّتي لاحظها سيف ولاحظ احمرار وجهها وهو متيقّن بأنّ وجهه كان محمرّا أيضا.

أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantasiلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...