الفصل الخامس: هدوء

50 3 0
                                    

يملك ريان بنية جسدية قويّة، ويفوق طوله طول رامز بقليل. غالبا ما يرتدي زيّا باللّون الأسود، بينما يتمثّل زيّ بقيّة الفرسان في اللّونين الرمادي والأبيض. يملك ريان شعرا أسود وعينين سوداوتين، وهو ما يزيد من هيبته، إضافة إلى شخصيته الهادئة. ريان لم يحصل على رتبة قائد فرسان الشرق بسبب مظهره طبعا بل بسبب مهاراته وذكائه، لكنّ مظهره حتما يناسب تلك الرتبة.

"لا تقم بتدليلها" قال رامز ساخرا فقالت لينا "سمعتُ بأنّ المديح يفيد المتدرّب"

"لا أنكر ذلك، لكن ليس معك"

نظر ريان إلى رامز وهو يتساءل عمّا حدث بالأمس. لقد علم من حرّاسه بأنّ لينا أطلقت طاقتها وبأنّ رامز قام بإبعاد جميع الحرّاس من الحديقة الخلفية، لكن وعلى عكس توقّعاته، لم يقل رامز أيّ شيء ولم يقدّم له أيّ تفسير. ريان كان يثق برامز، لكنّه يراه متردّدا أمامه لأوّل مرّة، لذلك قرّر أن يعوّل على ثقته به وألّا يفتح الموضوع إلّا حينما يكون الوقت مناسبا، أو حينما يرغب رامز بإخباره.

التفت رامز إلى ريان وقال "هل ستخرج في جولة اليوم؟"

"أجل، من سيرافقني؟"

"سيذهب لؤي معك" قال رامز فقال ريان "أخبره بأنّنا سننطلق بعد قليل"

كان رامز وريان يقومان بعدّة جولات تفقّدية لمختلف المناطق في الشرق، ويخرج في هذه الجولات إمّا رامز أو أحد مساعديه، إضافة إلى ريان أو نائبه. كان رامز يرغب بالخروج هذه المرّة لأنّه لم يخرج في جولة منذ مدّة، لكن ولأنّه لا يرغب بترك لينا، فقد قرّر إرسال لؤي بدلا منه.

عاد كلّ من رامز ولينا إلى المكتب، وهناك كان لؤي جالسا على مكتبه مركّزا على العمل، بينما قال عماد، مساعد رامز الرئيسي الواقف بجانب لؤي "لقد قمت بحشر أنفك في ورطة أخرى دون أن تخبرني صحيح؟"

لم يعلم رامز أيّ ورطة يقصدها، لكنّ عماد كان غاضبا وكان غضبه مخيفا في العادة.

يملك عماد شعرا أسود وعينين زرقاوتين، ويرتدي في أغلب الوقت بدلة رسمية تناسب شخصيته الصعبة. عماد لم يكن سيّافا، ولا لؤي أيضا، لكنّ كلاهما تعلّم فنون القتال منذ الصغر، ولذلك كانا يملكان بنية جسدية قويّة.

كان عماد شخصا نزقا ومنظّما للغاية ولا يفوّت أيّ خطأ، ولذلك كان يتجادل مع رامز كثيرا.

"أيّ ورطة تقصد؟" سأل رامز مبتسما فقال عماد وهو يقترب منه "لماذا قبلت بإدخال العائلات الّتي أخلت منازلها إلى القصر رغم أنّ هناك مناطق مخصّصة لهذا بالفعل؟"

"لأنّه أكثر أمنا، وقد كان بعضهم يشعر بالقلق من عدم العودة إلى منازلهم حتّى بعد الترميم"

"أهذا سبب منطقي؟ أنت لم تسألني حتّى؟"

"لم تكن هنا، كما أنّني كنت سأخبرك اليوم"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن