الفصل 44: لقد وعدتِني

31 4 2
                                    

خلال فترة بقائه في الغرب، تلقّى الأمير رائد عدّة رسائل من والده يطلب فيها منه العودة إلى الوسط، لكنّه كان يرفض ويتحجّج بأنّه سيبقى إلى أن يطمئنّ على الصيّادة. كان رائد يفكّر بالرحيل بمجرّد أن تستيقظ لينا، فهو لم يكن يريد مواجهتها. لطالما كان رائد يتصرّف بذكاء ويقدّم المصلحة على كلّ شيء آخر، لكنّه عرف في هذه المرّة بأنّه ضعيف أمام لينا. كان ذلك مثيرا للسخرية، فما قد بدأ كمجرّد محاولة لإغراء الصيّادة لتكون زوجته فقط لأنّه أراد قوّتها، تحوّل إلى مشاعر قويّة أصبحت تقيّده.

كان إسحاق سيّد الغرب قد علم بعودة بعثته إلى الوسط وبمجيء رامز وإلياس لمساعدة الصيّادة. كان ذلك اجتماعا لم يكن أحد يتوقّعه، فإسحاق لم يكن يتوافق مع رامز وإلياس، وكانوا يصلون إلى طرق مسدودة في كلّ نقاش في الاجتماعات السنوية، لكنّ إسحاق هذه المرّة كان هادئا، وكان يواصل محاولة تهدئة رائد من خلال إخباره بأنّه يملك خطّة لتسوية الأمور لصالحه.

بعد مرور خمسة أيّام، وصل رامز وإلياس إلى مدينة عاصمة الغرب. كانت رحلة شاقّة لأنّهما كانا يحصلان على فترات راحة قليلة وقصيرة. كان الوقت لا يزال مبكّرا، ولهذا كانت الطرقات خالية تقريبا. واصل كلاهما الرحلة نحو جبل الظلام الّذي لا يبعد عن المدينة بكثير. كان رامز يعلم بأنّه سيواجه لينا قريبا، لكنّه لم يكن يرغب بالتفكير قبل أن يصل إليها. وخلال الطريق، كان يسأل إلياس عدّة مرّات إن كان يشعر بطاقة الظلام، لكنّه كان يجيب بالنفي.

في جبل الظلام، خرجت نور من المنزل المجاور للجبل ونظرت ناحية لينا وهي لا تزال على حالها. كانت في كلّ مرّة تستيقظ فيها، تتمنّى لو أنّها تجد لينا قد استيقظت وعاد كلّ شيء إلى طبيعته. لم يحدث أيّ حدث كبير خلال هذه الأيّام الّتي انهارت فيها لينا، لكنّ رائد واصل طلب رؤيتها، وكانت نور تمنعه في كلّ مرّة.

اقتربت نور من حسام الّذي كان جالسا أمام ممرّ الجبل كعادته وقالت "هل حدث أيّ شيء؟"

"لا شيء" قالها حسام بهدوء ثمّ التفت كلاهما إلى الطريق المؤدّية إلى الجبل لأنّهما سمعا صوت اقتراب أحد ما. وقف حسام وانتظر كلاهما ظهور الشخص القادم، وقد كانا شخصين، وبمجرّد أن اقتربا منهما قال حسام "إنّهما سيّد الشرق وسيّد الشمال"

نور لم تقابل أيّا منهما منذ عدّة سنوات، لذلك لم تتعرّف عليهما على الفور.

حينما اقترب كلاهما من الجبل، استطاع رامز أن يرى لينا وهي محاطة بهالة غريبة سوداء. كان ذلك منظرا لم يكن يريد رؤيته. لطالما كانت لينا تشبه الروح الحرّة الّتي لا يمكن تقييدها بأيّ شكل من الأشكال، ولهذا لم يكن مناسبا لها أن تكون محبوسة في طاقتها بهذه الطريقة. لكن لم يكن ذلك فقط ما شدّ انتباه رامز، فقد كان لير يحلّق فوق الجبل في حلقة دون توقّف.

ترجّل رامز وإلياس عن حصانيهما واقتربا من نور وحسام حيث قالت نور "وصلتما في وقت مبكّر"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن