كانت سيرين قد خرجت من مكتب رامز بينما فتح رامز النافذة ليدخل لير. وبمجرد أن سمع نداء رامز، اقترب لير منه ووقف على ذراعه وداعبه تماما كما يفعل مع لينا. حدّق عماد بهذا المنظر وهو يرى ابتسامة رامز الحقيقية لأول مرة منذ حادث لؤي. لم يكن عماد يعلم، مثل الجميع، ماهية لير ولا من أين جاء، لكنّه كان يعرف بأنّ لير يسير حسب رغبة سيّدته، وهو يقترب من رامز لأنّ سيّدته تعتبره شخصا مقرّبا.
خرج رامز مع لير، بينما تجمعت فرقة لاستقبال الصيّادة كالعادة.
اقتربت لينا بفرسها إلى أن وقفت أمام بوّابة القصر فقالت بابتسامة مشرقة "لقد عدت"
ترجلت لينا عن فرسها فاقترب منها رامز قائلا "أهلا بعودتك"
شعرت لينا بأنّها عادت إلى المنزل. لقد كانت تحاول كثيرا ألّا تتساءل عن سبب شعورها بأنّ الشرق هو منزلها، لكنّها حصلت على الإجابة هذه المرة بمجرّد أن رأت وجه رامز.
"سعيدة لأنك بخير"
"أنا أيضا" قالها رامز ثمّ أضاف "كنت قد بدأت أتساءل إن كنت ستأتين قبل الاجتماع"
رفعت لينا حقيبتها عن الفرس وقالت "يبدو بأنّ اشتياقي لهذا المكان جعلني أسرع للعودة"
وقبل أن يجيب رامز اقتربت نغم من لينا وعانقتها قائلة "أهلا بعودتك"
ابتسمت لينا بينما تقدّم عماد وريان لتحيّتها.
دخلت لينا مع رامز إلى مكتبه مباشرة، بينما قرر عماد مواصلة العمل في المكتب المجاور ليترك لهما الفرصة للتحدث براحة.
جلس كلاهما قريبا من بعضهما ثمّ قالت لينا "هل لؤي بخير؟"
ابتسم رامز وقال "هو بخير، توقعت من إلياس ألّا يخبرك "
"لا فائدة من إخفاء ذلك لأنّني كنت سأعرف على أي حال"
اكتفى رامز بالصمت فقالت لينا "ماذا عنك؟"
بدا رامز مستغربا سؤالها فقالت "هل أنت بخير؟"
لم يكن رامز يتوقع ذلك السؤال من لينا لدرجة جعلته يشعر بالانهيار حينما سمعه منها. هو لم يكن بخير، كاد يفقد شقيقه، وتعرّض للخيانة من أقرب شخص له. لم يكن بخير مطلقا، لكن كان عليه أن يكون بخير لأنّه يجب أن يكون كذلك.
حدّق رامز بلينا للحظات وهو لا يدري كيف يرد، ثم أسند رأسه على ذراعيه كما لو أنه يحاول إخفاء وجهه وقال "لا أعلم"
ربما لم تكن لينا تفهم تماما معنى أن يخونك شخص مقرّب، لكنّها كانت تعلم بأنّ لؤي يعني الكثير لرامز.
"التفكير في الاحتمالات لن يجلب لك سوى الصداع"
رفع رامز رأسه مستغربا ما تقصد، فواصلت لينا قائلة "لؤي بخير، كل ما عليك فعله هو أن تمنحه فرصة أخرى، كانت أول غلطة يرتكبها"
![](https://img.wattpad.com/cover/369432279-288-k604226.jpg)
أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantasyلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...