الفصل 36: رفاق الرحلة

34 1 0
                                    

كان إلياس سيّد الشمال على وشك الانطلاق نحو المنطقة الوسطى حينما وصلته نفس الرسالة، وقد كانت مرسلة من الغرب تذكر بأنّ تسرّبا كبيرا لطاقة الظلام قد حدث ويبدو بأنّ الجبل قد تمّ فتحه بطريقة ما. كان جميع سادة المناطق مجبرين على إبلاغ جميع المناطق إن حصل أيّ خلل أمني، وبخاصّة إن تعلّق الأمر بطاقة الظلام، ولهذا قام سيّد الغرب بإبلاغ جميع المناطق، إضافة إلى الصيّادة.

كان إلياس في مكتبه حينما رأى الرسالة، وقدّمها فورا إلى غيداء قائلا "لا أشعر بالراحة لهذا التوقيت"

قرأت غيداء ما جاء في الرسالة ثمّ قالت "إن كان ذلك قد حدث بفعل فاعل، فهذا يعني بأنّ سيّد الغرب يريد أن تكون المناطق خالية من السادة ومن قادة الفرسان في الوقت الّذي تتوجّه فيه الصيّادة إلى الغرب، لكن ما هدفه؟"

تنهّد إلياس ثمّ قال "إسحاق سيكون سعيدا إن تخلّص من أيّ منّا أنا أو رامز أو لينا، ولهذا لا أشعر بالراحة لما يحدث"

"في كلّ الأحوال، لا يمكنك تأجيل الذهاب إلى الوسط، لا أعتقد بأنّ الملك سيؤجّل الاجتماع حتّى لو لم تستطع لينا حضوره، أو ربّما سيجعله اجتماعا طويلا لحين عودتها"

اكتفى إلياس بالصمت وهو يفكّر، حينها قالت غيداء "لا تقلق واذهب، سأقوم بمراسلة الشرق وقرية دان للتحضير لجميع الاحتمالات"

في ذلك الوقت، كانت فرقة الشرق قد وصلت إلى مفترق الطرق، فلينا قرّرت الذهاب إلى الغرب عن طريق قرية دان، بينما سيواصل رامز وريان المسير نحو المنطقة الوسطى.

كان رامز بدوره يشعر بأنّ شيئا ما يحدث، فقد كان التوقيت مشكوكا فيه، لكنّه لم يستطع فعل شيء. حينما همّت لينا بالمغادرة في طريقها، نظرت إلى رامز القلق وقالت "سأكون بخير"

اقترب رامز بحصانه نحو لينا وقال بهدوء "يبدو هذا كفخ"

"أعلم، لكنّني لا أستطيع ترك الجبل مفتوحا"

"إذن دعيني أذهب معك"

تنهّدت لينا وكأنّها كانت واثقة بأنّه سيقول هذا ثمّ قالت "لا يمكنك، عليك الذهاب إلى الاجتماع في الموعد، سأمرّ على قرية دان وأنا واثقة بأنّني سأحظى بالمرافقة"

كان رامز واثقا بذلك أيضا، فقد عرضت قرية دان التعاون الكامل مع الشرق في حال ما قام الغرب بلعبة ما، وهو يعرف بأنّ سيف ونور لن يخلفا الوعد.

"عديني بأنّك ستمرّين على قرية دان"

ابتسمت لينا وهي تدرك بأنّ قلقه مبرّر. هو يعلم بأنّها تفقد السيطرة على نفسها بمجرّد ذكر جبل الظلام، ولهذا فمن الطبيعي أن يطلب منها طلبا كهذا. لولا رامز، لربّما كانت لينا وحيدة في هذا، فهي لم تكن لتطلب المساعدة أو الحماية من أحد، ولذهبت إلى الغرب وحدها.

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن