كانت سارة متيقّنة من أنّها قدّمت عرضا مغريا للؤي، فهو قد عرّض نفسه للخطر لأنّه لا يعرف ماضيه، لكنّها تفاجأت حينما بدا هادئا وكأنّه لا يهتمّ بما قالته.
"حتّى لو وضعتِ غابة العيون الحمراء بين يديّ فلن أوافق" قالها لؤي بهدوء جعل سارة تشعر بأنّها هُزمت. كان يُفترض أن يبدي ردّة فعل ما. لم تكن تتوقّع منه أن يوافق مباشرة، لكن كان من المفترض أن يظهر اهتمامه بمعرفة ما تملكه من معلومات على الأقلّ.
طأطأت سارة رأسها واكتفت بالصمت، حينها قال لؤي "حتّى لو ذرفتِ الدموع فلن أوافق"
"أنا لا أبكي"
"فقط أخبرك مسبقا"
"لماذا أنت قاس هكذا؟"
"لأنّني أشعر كما لو أنّني أنظر إلى المرآة وأكره ذلك"
كان من الواضح بأنّ لؤي حاول أن يكون لطيفا معها، لكنّه كلّما قضى وقتا أطول وهو ينظر إليها كلّما شعر بالانزعاج أكثر. ليس من عادته أن يتصرّف بقسوة هكذا، لكنّ الأمر لم يكن بيده.
"أنا لا أشبهك، في الواقع أنا أجمل منك" قالتها سارة بهدوء فاجأ لؤي الّذي انفجر ضاحكا ثمّ قال "أنت حقّا غريبة الأطوار"
ظنّت سارة بأنّه سيقول 'حتّى لو كنت جميلة فلن أوافق'، لكنّه لم يفعل.
ابتسمت سارة واكتفت بالصمت، وعرف لؤي بأنّها لازالت لم تستسلم، حينها تنهّد وقال "ركّزي على حياتك بدل هذه الأفكار الغريبة. تزوّجي رجلا تريدين أن تقضي حياتك معه لتكوني سعيدة، لا لكي تنجبي أطفالا يشبهونك"
"أعلم بأنّك محقّ، لكنّني أشعر بأنّني سأندم إن لم أحاول"
كان لؤي يفهم نوعا ما ما تشعر به، فلأنّها المرأة الوحيدة المتبقّية، كانت تشعر بأنّها تحمل همّ استمرارية القبيلة، ولذلك هي تحاول بكلّ ما تستطيعه.
"هل يعلم أهلك بمجيئك أم أنّك هاربة؟"
"أنا لست طفلة لأهرب"
ابتسم لؤي ثمّ قال "بشأن ما تملكينه من معلومات، إن كنت تريدين مشاركتها مقابل شيء آخر غير الزواج فسأستمع لك حينما يعود سيّد الشرق، وإن كنت لا تريدين ذلك فيمكنك العودة إلى منزلك"
"سأنتظر عودة سيّد الشرق" قالتها سارة بهدوء فقال لؤي "إن كنت تعتقدين بأنّك تستطيعين تغيير رأيي فأنت مخطئة"
"أنا فقط أبقى لأنّني أملك معلومات مهمّة"
كانت سارة تحاول الظهور بمظهر الفتاة البريئة، لكنّ لؤي كان يعلم بأنّها لم تستسلم بعد، ولهذا لم يكن مرتاحا لبقائها.
وقف لؤي وقال "افعلي ما يحلو لك"
همّ لؤي بالمغادرة ثمّ التفت وقال "أنا لا أكره النظر إليك، أنا فقط لا أملك ذكريات جيّدة مع قبيلتنا، لذلك أعتذر إن كنت قاسيا"
![](https://img.wattpad.com/cover/369432279-288-k604226.jpg)
أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantasyلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...