ابتسم رامز وشعر بالحرج وهو يرى ابتسامة لؤي الساخرة نحوه، لكنّه مع ذلك حاول الحفاظ على هدوئه فقال "كنت مارّا من هنا فقط"
ضحك لؤي ثانية وقال "أنت وأنا نعلم بأنّه لا يوجد مكان تذهب إليه لتمرّ من هنا"
تنهّد رامز وهو يشعر بأنّه في موقف مزعج ثمّ قال "توقّف عن هذا، اذهب للنوم إن لم يكن لديك ما تفعله"
همّ رامز بالمغادرة فوقف لؤي أمامه وقال مبتسما "يمكنك أن تكون صريحا معي أنا على الأقل"
كان رامز يعلم بأنّه يستطيع أن يكون كذلك، فعلى عكس عماد الّذي سيحاول تصحيح أفكار رامز ودفعه نحو اتخاذ قرار واضح، لؤي كان سيستمع إليه بهدوء دون أن يحكم على أفعاله.
حدّق رامز بلؤي للحظات وهو يرى بريق عينيه الحمراوتين في الرواق المظلم قليلا ثمّ قال "أنا نفسي لا أعرف لماذا أنا هنا"
"أنت تملك مشاعر نحو لينا صحيح؟" سأل لؤي بهدوء فقال رامز مبتسما "لا أعلم"
كان لؤي واثقا بأنّ رامز لم يكن يكذب عليه، بل كان محتارا ولم يكن يفهم مشاعره نحو لينا. اكتفى لؤي بالصمت ليترك لرامز فرصة للشرح، حينها تنهّد رامز وقال "أريدها أن تكون بجانبي وفقط، لا أريد أن تتجاوز علاقتنا هذا الحد لأنّها ستفسد"
كان لؤي يتوقّع إجابة كهذه، لكنّ سماعها من رامز مباشرة جعلته يشعر بأنّ حلّ هذه المشكلة لن يكون سهلا أبدا.
"ماذا لو أرادت لينا أن تتجاوز علاقتكما هذا الخط الّذي تضعه؟" سأل لؤي مبتسما وقد شعر رامز بأنّه يتلاعب به، لكنّه مع ذلك أجاب قائلا "يستحيل أن يحدث ذلك"
"فقط ماذا لو حدث ذلك؟ هل سترفضها؟"
تذكّر رامز وجه لينا وحاول مطابقته مع افتراض لؤي لكنّه لم يستطع. كانت لينا بالنّسبة له شخصا حرّا يستحيل أن تربط نفسها به بهذه الطريقة حتّى لو كانت تعتبره أقرب شخص لها. لكن مع ذلك، حاول رامز تخيّل هذا الاحتمال، وقبل أن يصل إلى نتيجة، نظر إلى وجه لؤي المبتسم ثمّ ابتسم وقال "سحقا لك"
ضحك لؤي وقال من فوره "لماذا كلّ شيء معقّد في حياتك؟ لا تستطيع حتّى أن تقع في الحب دون تعقيد"
"أغلق فمك" قال رامز وهمّ بالرحيل فأوقفه لؤي ثانية بأن أمسك ذراعه وقال "لن يكون سهلا التراجع ولن يكون سهلا التقدّم، لذلك حينما تعود لينا، انظر إلى وجهها جيّدا وقرّر ما تريد فعله، لا تنسى أيضا بأنّ ليلى تنتظر قرارك"
تذكّر رامز وجه ليلى هذه المرة وشعر بالمزيد من الذنب وهو يعلم بأنّ كلام لؤي صحيح، كان عليه أن يمنحها قرار واضحا في أقرب وقت.
تنهّد رامز بعمق ثمّ سحب ذراعه من قبضة لؤي وقال "ما الّذي جاء بك إلى هنا؟"
"رأيتك حينما اتجهتَ إلى هذا الرواق"

أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantasyلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...