كان رامز قد اقترب من سارة عمدا لأنّه يعرف بأنّها ستتوتّر وتفصح عمّا بداخلها بسرعة، لكن يبدو بأنّ الأمر حصل أسرع ممّا كان يتوقّع.
التفت رامز خلفه ومدّ يده للإمساك بعلبة المناديل الموضوعة على الطاولة وقدّمها إلى سارة قائلا "العيش في الماضي لن يفيدك بشيء"
أمسكت سارة العلبة ومسحت دموعها بصمت، بينما راقبها رامز لبضع لحظات ثمّ قال "هل كنت دائما ترغبين بإحياء قبيلتك أم أنّه أمر طرأ على بالك مؤخّرا؟"
كانت سارة قد مسحت دموعها بالكامل فقالت ردّا على رامز وهي تنظر إليه "لا أعلم تماما، ربّما حينما سمعتُ بأنّ لؤيّ كان على وشك الموت شعرتُ بأنّني كنتُ سأخسر آخر فرصة لاستعادة القبيلة"
ابتسم رامز واكتفى بالصمت فقالت سارة بابتسامة "عادة لا أذرف الدموع بهذه السهولة"
"توقّعت ذلك، لكنّه ليس أمرا سيّئا" قالها رامز ثمّ وقف وانتقل للجلوس على الأريكة الجانبية وقال "أعتذر لأنّني ضغطتُ عليك"
"لا بأس"
"أنا لن أدّعي بأنّني أفهم ما تشعرين به وأعلم بأنّك لم تكوني لتطلبي مثل هذا الطلب لولا أنّك كنت جادّة، لكنّك حاولتِ، والآن عليك الالتفات إلى حياتك، أنت بالفعل طبيبة مشهورة ومحبوبة ولديك عائلة تهتمّ بك، لذلك من الأفضل أن تركّزي على ما تملكينه وأن تعيشي حياتك لنفسك وليس لأجل شيء آخر أو شخص آخر"
ليس الأمر كما لو أنّ سارة لم تكن تعرف كلّ هذا مسبقا، فقد كانت تعي بأنّها تعيش حياة مريحة وبأنّه لا بأس أن تعيش لنفسها وأن تنسى الماضي، لكنّ سماع هذا الكلام الّذي تعرفه بشكل جيّد من شخص آخر غريب عنها جعلها تشعر بأنّه أمر مهمّ كانت تغفل عنه بسبب تركيزها على فكرة الزواج من لؤي بأيّ طريقة.
"شكرا لك" قالتها سارة بابتسامة عرف منها رامز بأنّها استسلمت عن طيب خاطر، وهو أمر جيّد.
حينما عاد رامز إلى المكتب بعد لقاء سارة، سأل لؤي قائلا "هل ستبقيها هنا؟"
كان واضحا بأنّ لؤيّ يريدها أن ترحل بأسرع وقت ممكن.
ابتسم رامز حينما لاحظ ذلك وقال وهو يقترب من مكتبه "ستغادر بعد غد، عليّ التحقّق بأنّ الطريق آمن لها أوّلا"
اكتفى لؤي بالصمت وواصل العمل وهو يجلس على المكتب الجانبي بجانب مكتب رامز، لكنّ رامز فاجأه بأن اقترب منه إلى أن وقف خلفه قائلا "ما رأيك أن تقابلها قبل مغادرتها؟"
التفت لؤي مستغربا فقال رامز "لا تقلق، لقد استسلمت ولن تطلب منك الزواج، هي تريد فقط مشاركة بعض الأشياء معك عن القبيلة"
"أنا الآن أشعر بالشكّ أكثر من قبل" قالها لؤي فقال رامز "لقد سمحتُ لك بمعرفة ما تريده عن العيون الحمراء، لذلك أريدك أن تتحدّث معها"

أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantasyلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...