قصّة جانبية: الذكرى السنوية

27 1 0
                                    

حينما استيقظ رامز من نومه، شعر بثقل كبير في صدره، إنّه ذلك اليوم الّذي لا تتغيّر فيه مشاعره مهما مرّت السنوات. ارتدى رامز ملابسه ثمّ اتجه إلى غرفة لؤي مباشرة. وقف أمام الباب للحظات وكأنّه يفكّر في شيء ما ثمّ طرق الباب قائلا "هذا أنا"

"ادخل"

فتح رامز الباب ودخل الغرفة ليجد لؤي يرتدي قميصه.

"صباح الخير" قالها لؤي قبل أن تتُاح لرامز فرصة قولها فابتسم رامز وردّ التحيّة. واصل لؤي ارتداء ملابسه، بينما جلس رامز على السرير وهو يحدّق بلؤي.

كان لؤي ينظر إلى المرآة وهو يرتّب قميصه، وحينما التقط ربطة العنق، وضعها حول عنقه والتفت إلى رامز قائلا "ساعدني بدل التحديق بي"

ابتسم رامز ووقف ثمّ اقترب من لؤي إلى أن وقف أمامه وقال "أنت تعلم أنّك لست بحاجة لارتدائها"

"وأنت تعلم بأنّني سأرتديها" قالها لؤي وهو ينظر إلى عينيّ رامز الّذي قام من فوره بتغيير نظره إلى ربطة العنق وبدأ بربطها.

كان هذا حوارا يتكرّر كلّ سنة، فلؤي لا يرتدي ربطة العنق إلّا في هذا اليوم، ومهما حاول رامز جعله يرتديها في مناسبات مهمّة، فقد كان يرفض بشدّة ويتوسّل رامز ألّا يجبره على ارتدائها.

حينما انتهى رامز من ربطة العنق، رفع نظره إلى لؤيّ ثمّ ابتسم ووضع يده على شعره قائلا "أنت تبدو بالغا قليلا هكذا"

ابتسم لؤيّ ولم يحاول إبعاد يد رامز، لكنّه في نفس الوقت لم يستطع أن ينظر إلى عينيه مباشرة.

عبث رامز بشعر لؤيّ للحظات ثمّ أبعد يده وقال "لنذهب"

خرج الاثنان معا ونزلا الدرج ليجدا في انتظارهما نغم وعماد وريان. ريان لم يكن يرتدي زي الفرسان، بل كان يرتدي ملابس عادية.

تبادل الجميع التحيات ثمّ نظر رامز إلى نغم وقال مبتسما "لن أتأخر"

ابتسمت نغم ابتسامة مرتبكة وهي تعلم بأنّه يحاول التخفيف عنها رغم أنّها هي من يجب أن يفعل ذلك في مثل هذا اليوم. لكنّها تعلم أيضا بأنّه رامز، الرجل الذي يعتني بالجميع في القصر.

خرج الأربعة معا بينما عادت نغم إلى عملها. عادة ما يخرجون باستخدام الخيول لأنها أسرع ولأنهم يعشقون الخيول، لكن في هذا اليوم يستخدمون العربة دوما، يحاولون جعلها رحلة أنيقة قدر المستطاع.

ركب الأربعة معا العربة وبدأت السير والصمت يخيّم عليهم. لم يكن أيّ منهم يرغب في محاولة كسر الصمت. كان الجميع يحدّقون من خلال النافذة لتجنّب النظر إلى بعضهم البعض.

وصلت العربة أخيرا إلى المقبرة، ونزل الجميع منها.

اقترب الأربعة من بوّابة المقبرة، وقبل الدخول وضع عماد يده على كتف رامز وقال "سننتظركما هنا"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن