الفصل 14: قرية دان

31 1 0
                                    

كان عماد يعلم بالفعل بأنّ رامز هدف للطامعين لأنّه يقود أكثر منطقة مزدهرة في القارة ولأنّه مقرّب من الصيّادة. ورغم أنّ الجميع يعلم بأنّه الأكثر قربا من لينا، إلّا أنّ الإعلان عن ذلك بهذه الطريقة سيعرّضه للخطر.

لم يخبر رامز مساعديه بما طلبه من الصيّادة لأنّه أراد أن يتجنّب غضب عماد لأطول وقت ممكن، لكنّه كان يعلم بأنّه سيكون عليه مواجهته يوما ما.

وقف رامز واقترب من عماد حيث وضع يده على كتفه وقال "اهدأ أوّلا وسأشرح لك"

تنهّد عماد ثمّ لحق برامز حيث جلس على الأريكة المقابلة للمكتب، ولحق بهما لؤيّ أيضا.

حدّق عماد برامز منتظرا منه الشرح فقال رامز مبتسما "يبدو وكأنّك ستنفجر قريبا"

"رامز" قالها عماد وهو بالفعل على وشك الانفجار فقال رامز "أعلم بأنّ إعلان مثل هذه الاتفاقية سيعرّضني للخطر، لكن لم يكن هناك حلّ آخر"

"ماذا تقصد؟ وكيف جعلت لينا توافق على هذا؟"

"ربّما قام بتهديدها" قالها لؤيّ ساخرا فحدّق به عماد بوجهه الغاضب وما كان من لؤيّ سوى كتم الضحك والتظاهر بالجدّية.

نظر رامز إلى لؤيّ وقال في نفسه 'ميؤوس منه'، ثمّ عاد للنظر إلى عماد وقال بهدوء "هناك احتمال بأن يحصل شيء ما للينا بسبب طاقة الظلام، لا نعرف بعد كيف ومتى، ولأنّني أعرف بأنّها متهوّرة لم يكن هناك حلّ سوى أن أطلب شيئا كهذا"

عبث عماد بشعره وهو يحاول أن يهدأ ثمّ قال "أعلم بأنّك تحاول حمايتها، لكن ألم تكن هناك طريقة أفضل؟"

"أنت تعرف بأنّها لن تستجيب إن طلبت منها ألّا تعرّض نفسها للخطر، ولهذا سيكون من الأفضل أن أعلم على الأقلّ إذا ما حصل شيء لكي أذهب إليها"

كان عماد يستطيع في تلك اللّحظة أن يجادل رامز بأنّ لينا ليست أيّ شخص، بل هي الصيّادة الّتي لا تحتاج إلى أيّ شخص لإنقاذها، لكنّه تراجع عن ذلك حينما رأى ملامح رامز القلقة. هو يعرف بأنّ رامز لن يخبره كيف جعل لينا ترضخ لمثل هذه الاتفاقية، لكنّه يستطيع أن يخمّن بأنّها قد تكون في خطر حقيقي.

تنهّد عماد وقال مرغما "فهمت، لكن أعتقد بأنّه سيكون علينا بجدّية البحث عن المزيد من المهارات لضمّها لنا"

"أعتقد ذلك أيضا"

كان رامز في الواقع يحتاج إلى مساعد آخر، فقد كان تسيير المنطقة أمرا صعبا على ثلاثتهم فقط، هذا عدا عن أنّ نغم تقوم بالإشراف على كلّ من يأتي إلى القصر كضيف أو عابر سبيل، وقد كان ذلك خارج نطاق عملها، ولولا ذلك لكان على أحد مساعدي رامز أن يشرف على تلك الأمور أيضا.

سمع الثلاثة دقّا على الباب، وحينما سمح رامز للطارق بالدخول كان قد وصل كلّ من ريان ونغم.

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن