الفصل 27: الاختيار

33 4 1
                                    

في مساء ذلك اليوم، تحدّثت لينا مع رامز عن رحلتها وعمّا حدث خلال المدّة الّتي غابتها. وخلال حديثهما، استغلّت لينا الفرصة وأخبرت رامز بأنّ لؤي يريد رؤيته. كان ردّ فعل رامز هادئا على عكس ما توقّعته لينا، لكنّه قرّر زيارة لؤي، ولهذا اتفق الاثنان على الذهاب معا في اليوم التالي.

وفي صباح اليوم التالي، كان أوّل ما فعلته لينا هو تذكير رامز بزيارة لؤي، ولهذا لم يكن بإمكانه تأجيلها أكثر من ذلك. حينما وصل الاثنان إلى منزل لؤي، دخلت لينا أوّلا إلى الغرفة قائلة "مرحبا"، وبمجرّد أن دخل رامز بعدها التقت عيناه بعيني لؤي، واكتفى كلاهما بالصمت.

اقتربت لينا أكثر من سرير لؤي وقرّرت ألّا تتدخّل، حينها اقترب رامز بدوره وقال "تبدو في حالة سيّئة"

واصل لؤي الصمت وهو لا يجرؤ على النظر إلى رامز، إلى أن سمعه تنهّد بعمق، حينها عرف بأنّه غاضب ويحاول كتم غضبه بصعوبة.

نظر لؤي إلى لينا الّتي ابتسمت له، حينها قرّر المجازفة وقال "أنا لا أريد مغادرة القصر، ولا أريد ترك منصبي، يمكنك أن تفعل أيّ شيء بي إلّا هذا"

تفاجأ رامز للحظات ثمّ قال "ألهذا لم ترغب برؤيتي؟"

"أجل" قالها لؤي وهو لا يزال لا يستطيع النظر إلى وجه رامز، حينها ردّ رامز قائلا "أنت لم ترتكب خطأ مهنيا لذلك لن يلمس أحد منصبك، والقصر هو منزلك كما هو منزلي لذلك لا أدري لماذا تظنّ أنّني سأطردك من منزلك"

رفع لؤي رأسه إلى رامز الواقف بقربه مستغربا ما سمعه، حينها جلس رامز بقربه وعانقه قائلا "حمدا لله على سلامتك"

كان لؤي لم يبتلع الصدمة بعد، لكنّه شعر بالألم في كتفه فقال "لا تضغط على كتفي"

ابتعد رامز عنه وقال "سيكون لنا حديث مطوّل عمّا حدث، ركّز الآن على التعافي"

"حسنا" قالها لؤي مبتسما، بينما وقف رامز وقال "سأرتّب لنقلك إلى القصر وسأرسل من يساعدك"

حينها التفت رامز إلى لينا وقال "لنذهب"

كانت لينا تنوي البقاء مع لؤي إلى أن يتمّ نقله، لكن ولأنّ رامز كان غاضبا فهي لم تجرؤ على قول شيء وما كان منها إلّا المغادرة معه. كانت زيارة قصيرة جدّا، ورامز لم يحاول التحدّث مع لؤي أكثر ممّا يجب. كان غاضبا، لكنّه كان يعلم بأنّ الأولوية الآن هي لنقله إلى القصر.

وبالفعل، لم يمض وقت طويل إلى أن تمّ ترتيب عملية نقل لؤي بمساعدة عماد. حينما دخل لؤي إلى القصر برفقة عماد وريان، كان على كرسي متحرّك لأنّه أفضل من الضغط على ساقه الّتي لازالت لم تُشفى بعد. وبمجرّد أن رأت نغم ذلك المنظر، غطّت فمها بيديها وهي تحاول السيطرة على نفسها، لم تكن تتوقّع أن تكون حالته بهذا السوء. لاحظ رامز نغم المتوتّرة، لكنّها سرعان ما تمالكت نفسها واقتربت من لؤي قائلة "حمدا لله على سلامتك"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن