في الشرق كان رامز جالسا في مكتبه حينما تنهّد بعمق وقال "أخبرتها بألّا تحشر أنفها فيما لا يعنيها"
"انظروا من يتكلّم" قالها عماد الّذي كان يجلس على الكرسي مقابل المكتب، ويجلس أمامه لؤي.
رفع لؤيّ نظره عن الأوراق الّتي كان يعمل عليها وقال مبتسما وهو ينظر إلى رامز "يبدو بأنّها تشبه أباها، لقد ربّيتها بشكل جيّد"
"اخرس" قالها رامز بينما ضحك لؤي.
كانت الأخبار قد وصلت إلى مسامع رامز بأنّ لينا قد تدخّلت بشأن قضيّة طلاق في المنطقة الوسطى، ولهذا كان منزعجا من تدخّلها في ذلك. فرامز يعلم بأنّ لينا تتصرّف بناء على شعورها بالفضول في كثير من الأحيان، وهو يتمنّى منها أن تتوقّف عن فعل ذلك، فالفضول يقتل القطّة كما يُقال.
لكن من جهة أخرى، يعرف رامز في نفسه بأنّه ربّما بالفعل قد أثّر على لينا، فكما قال لؤي، هي تسأله دوما وتأخذ منه النصيحة فيما يخصّ التعامل مع النّاس، ولهذا ربّما ساعدت المرأة لأنّها رأت كيف يساعد رامز من يحتاج إليه.
شعر رامز بنوع من السعادة والفخر، لكنّه لم يرد إظهار تلك المشاعر أمام لؤيّ وعماد.
"لكن ماذا لو بدأت لينا تشعر بالمشاعر مثل البشر وقبلت بالزواج من الأمير؟" قال لؤيّ بشكل مفاجئ.
تذكّر كلّ من رامز وعماد ذلك المنظر حينما شاهدا الأمير أمامهما يحاول التودّد إلى لينا، وقال كلاهما بنظرة اشمئزاز "مقرف"
لم يكن أيّ من رامز وعماد وحتّى لؤيّ يطيق الأمير رائد، فمجرّد رؤيته يتودّد إلى لينا بطريقة مبتذلة جعلتهم يضعونه في خانة المكروه دون سبب.
عاد رامز إلى العمل وقال بعفوية "يستحيل أن تقبل لينا بشخص مقرف مثله"
"يستحيل أن تتزوّج تلك الفتاة أصلا" قالها عماد فردّ رامز مباشرة قائلا "صحيح"
حدّق لؤيّ بهما ثمّ قال بابتسامة "ربّما"
بحلول المساء، تمّت دعوة لينا لمقابلة الملك في غرفة الاستقبال، وقد كان رائد هناك أيضا. لا يبدو الملك كبيرا في السن، لكنّه لم يعد شابا حتما. يملك الملك شعرا أسود وعينين عسليتين، ويرتدي ملابس رسمية بألوان زاهية، لكنّها ليست مبهرجة مثل ابنه.
جلست لينا مع الملك والأمير وتحدّثوا قليلا عن الأمور الرسمية، وحينما شعرت لينا بأنّ الوقت مناسب قالت وهي تنظر إلى الملك "هناك طلب رسمي أريد تقديمه"
"تفضّلي" قالها الملك مباشرة وهو يتوقّع المزيد من الاقتراحات، أو ربّما الأوامر، فيما يخصّ جبال الظلام، لكنّ لينا فاجأته حينما قالت "أريد توقيع اتفاقية مع جميع زعماء المناطق لاستدعاء رامز سيّد الشرق في حال ما لم يستطيعوا التواصل معي"
أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Viễn tưởngلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...