الفصل الثاني عشر: الأمير

35 3 0
                                    

ندى قرّرت بالفعل الانضمام إلى المرتزقة، ولينا كسبت صديقين بالفعل خلال تجربتها الأخيرة، ولهذا لم تعد بحاجة للبقاء مدّة أطول. كانت لينا تعلم بأنّ الانضمام إلى المرتزقة لن يكون سهلا على ندى، لكنّها كانت تتساءل إن كان حسام قد عرف عنها ما جعله يراها شخصا مناسبا. لم تكن لينا تنوي التدخّل، لكن من باب الفضول سألت في طريق عودتها مع حسام قائلة "ماذا لو شعرت ندى بالخوف وقرّرت التوقّف عن العمل؟"

"لن يحدث ذلك" قالها حسام بنبرة هادئة وواثقة، وحينما شعر بأنّ لينا تنتظر المزيد أضاف "تلك الفتاة قويّة الإرادة بالفعل، سجاذتها هي نقطة ضعفها وهو أمر يمكن إصلاحه"

"مممم" قالتها لينا وهي لا تنوي أن تسأل أكثر لأنّها تذكّرت ما تعرف عن المرتزقة. هم بالفعل إمّا أيتام عاشوا حياة صعبة أو تعرّضوا للأذى الشديد من قبل أهاليهم. ربّما لهذا اختارها حسام، فندى يتيمة ولا شكّ بأنّ حياتها كانت صعبة حتّى قبل زواجها.

حينما عادت لينا إلى منزل ندى بعد مبارزتها مع حسام، وجدتها هناك مع طفلتها ومع صديقتها الّتي كانت تعتني بالطفلة.

طلبت لينا من ندى التحدّث معها بالخارج، وبمجرّد خروجهما قالت لينا "هناك بالفعل شخصان من مرتزقة البرق هنا، لا أعلم إلى أين ذهب حسام لكنّه سيأتي إليك بعد بضعة أيّام"

نظرت ندى حولها وشعرت بأنّها تستنشق الهواء لأوّل مرّة منذ عدّة سنوات، كانت تشعر بأنّها حصلت على الحرّية بعد سجن استمرّ مدّة طويلة.

التفتت ندى إلى لينا وقالت "لقد فعلت الكثير من أجلي لذلك لا داعي للبقاء مدّة أطول، سأكون بخير"

ابتسمت لينا لأنّ ندى عرفت بالفعل بأنّها ترغب بالمغادرة وقالت "يمكنك إرسال رسالة لي لإخباري بأحوالك إمّا إلى قصر الشمال أو قصر الشرق"

"سأفعل"

اقتربت لينا من فرسها وامتطها ثمّ نظرت إلى ندى قائلة "سأراك في المرّة القادمة"

ابتسمت ندى وقالت "سأكون بانتظارك"

انطلقت لينا بفرسها وهي تنوي الوصول إلى العاصمة بأسرع وقت. لقد أضاعت بالفعل عدّة أيّام في مكان ما كان يجب أن تتوقّف فيه لمدّة طويلة، لكنّها لم تكن نادمة. فعدا عن تلك التجربة الغريبة، كان من الرائع لقاؤها بحسام الّذي لا يظهر وجهه إلّا نادرا. لكن من جهة أخرى، كانت لينا تخشى من وصول أخبار لقائها بزعيم المرتزقة إلى رامز، سيكون قلقه أمرا مزعجا حقّا.

بعد مرور ثلاثة أيّام دون الكثير من الراحة، وصلت لينا إلى وجهتها. لم تكن عاصمة الوسط تختلف عن عاصمة الشرق، فهي مدينة كبيرة زاهية يمكنك العثور فيها على كلّ ما تريده، وربّما كانت أكبر من عاصمة الشرق بقليل.

حينما اقتربت لينا من القصر، أطلقت لير كعادتها ليعلن عن وصولها. وبالفعل، بمجرّد أن رأى من في القصر لير توجّهوا لاستقبال الصيّادة.

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن