وقفت لينا أمام رامز سيّد الشرق في حديقة القصر الخلفية بينما يقف نسرها الضخم على كتفها. كان رامز يعلم بأنّ لينا لن تستدعي لير بكامل طاقته لولا أنّها تراه عدوّا. كان كلّ شيء طبيعيا بينهما إلى أن سأل رامز سؤالا بسيطا: "هل تبحثين عن شخص ما؟"
رامز قام بإبعاد جميع الحرّاس من الحديقة الخلفية بمجرّد أن استخدمت لينا طاقتها.
تملك لينا شعرا أسود طويلا وعينين ملوّنتين بين الذهبي والأخضر، وغالبا ما ترتدي طبقات من الملابس المتكوّنة من سراويل فضفاضة وقميص تشدّه بحزام على خصرها، إضافة إلى رداء وحذاء عالٍ. أمّا رامز، فقد كان شابا طويلا ذا لياقة بدنية عالية واضحة لكلّ من يراه، فهو أحد أمهر السيّافين في القارة، كما يملك شعرا بنّيا وعينين خضراوتين ويرتدي عادة ملابس شبه رسمية مع حذاء عال شبيه بأحذية الفرسان لأنّه يخرج على ظهر حصانه كثيرا.
"لينا، ما الأمر؟" سأل رامز فقالت لينا "أجب عن سؤالي، كيف عرفت أنّني أبحث عن شخص ما؟"
"لم أعرف، خمّنت فقط لأنّك تسافرين طوال الوقت" أجاب رامز بهدوء ثمّ حاول الاقتراب من لينا الّتي قالت "لا أصدّقك"
توقّف رامز في مكانه مستغربا ما قالته، لينا الّتي يعرفها منذ حوالي ثلاث سنوات يستحيل أن تكذّبه بهذه الطريقة. كان رامز يعلم بأنّها لا تفكّر بشكل صحيح، وكان يعلم بأنّه يجب أن يحاول تهدئتها لأنّها قد تهاجمه في أيّ لحظة.
ابتسم رامز وقال "ماذا أفعل كي تصدّقيني؟"
"لير" نادت لينا اسم نسرها الّذي حلّق واقترب من رامز الّذي حافظ على هدوئه فقالت لينا "لن يؤذيك لير"
"افعلي ما يحلو لك" قال رامز بهدوء وسرعان ما أحاطت به طاقة لير الّتي جعلته يشعر بصداع قويّ ثمّ يفقد وعيه، وقد استطاعت لينا إمساكه قبل أن يسقط على الأرض كلّيا.
جلست لينا على الأرض ورامز أمامها، وقد احتاجت لبضع ثوان إلى أن انتبهت لما حدث فقالت "يا إلهى ماذا فعلت؟"
شعرت لينا كما لو أنّها كانت نائمة واستيقظت بعد فوات الأوان. حدّقت برامز وهي تشعر بالرعب بسبب ما فعلته.
'هل حقّا هاجمتُ رامز؟'
بمجرّد أن سمعت لينا سؤال رامز، لم تعد تستطيع التفكير بشكل سويّ وفقدت السيطرة كلّيا. فكرة أن يكون هو الرجل الّذي كانت تبحث عنه طوال هذه السنوات جعلتها تنسى بأنّ رامز هو من يقف أمامها، رامز الّذي فتح لها قصره وجعلها تحصل على شعور العودة إلى المنزل كلّما عادت إلى الشرق.
لم تعلم لينا ما الّذي يجب عليها فعله، فمناداة شخص ما ستؤدّي إلى الكثير من الضجّة، ولأنّها كانت تعلم عن تأثير طاقتها، فقد كانت واثقة بأنّه سيستيقظ في فترة وجيزة.
قرّرت لينا الانتظار فحسب، وجلست بجانب رامز الفاقد للوعي وهي تدفن رأسها بين ذراعيها ولا تستطيع التفكير بأيّ شيء.

أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantasiلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...