الفصل 48: لغز

31 1 6
                                    

نغم كانت قد استطاعت كسب ثقة سارة واستطاعت أن تحصل منها على المعلومات الّتي كانت تنتظر سيّد الشرق لإخباره بها. ورغم أنّ نغم كانت تنوي التصرّف بناء على تلك المعلومات، إلّا أنّها لم تكن تتوقّع أن تكون معلومات خطيرة. حينما أعلمت نغم ريان الّذي كان قد عاد إلى الشرق، لم يستطع ألّا يطلب مقابلة سارة والاستماع إليها.

"هل كنتِ حقّا ستتبادلين هذه المعلومات المهمّة مقابل الزواج من لؤي؟" سأل ريان فقالت سارة بهدوء "لقد حاولت استخدامها، لكنّني كنت أنوي الإفصاح عنها حتّى لو لم يقبل"

"هل هناك شخص آخر يعرف بهذه المعلومات؟"

"لا، حتّى عائلتي الحالية لا تعرف شيئا. لقد كنت طفلة حينما شهدت كلّ ما حدث، ولا أحد يعرف بأنّني كنت هناك في ذلك الوقت"

"حتّى لو كان كذلك، من الأفضل أن تكوني حذرة إلى أن نحلّ هذا الموضوع، وأفضّل أن تبقي هنا إلى حين عودة رامز على الأقلّ"

ابتسمت سارة حينما سمعت ذلك وقالت "كنت أنوي البقاء في الوقت الحالي"

لم يكن ريان يعرف إن كانت تبقى لأجل لقاء رامز أم لأجل الفوز بموافقة لؤي على الزواج، لكنّه لم يرغب بأن يطرح هذا السؤال.

ما حملته سارة من معلومات كان يتعلّق بحادثة مقتل والدي رامز، والّتي لها علاقة وثيقة بأصحاب العيون الحمراء. رامز كان يعرف بأنّ أقاربه متورّطون في الأمر، لكنّه لم يكن يعلم كيف تماما، ولذلك قام بنفيهم جميعا عن العاصمة وبدأ بمراقبتهم. ورغم أنّ الأمر استغرق عدّة سنوات، إلّا أنّه استطاع أن يحصل على شاهد اعترف بأنّ عمّه كان قد أدخل ضيوفا إلى القصر دون علم والد رامز في ذلك الوقت، وهو ما ساعدهم على الاندماج بين الموظّفين وقتل والديه خلال خروجها من القصر في العربة.

كان رامز يعلم بأنّ عمّه سيقع عاجلا أم آجلا، فقد كان قد نصب له فخّا بالفعل. لكن ما جاءت به سارة من أخبار كان قد أكمل نصف اللّغز، فالضيوف الّذين دخلوا إلى القصر وقتلوا سيّده وزوجته كانوا من أصحاب العيون الحمراء، بالتحديد كانا نفس الرجلين اللّذين دمّرا القبيلة من الداخل، ونفس الرجلين اللّذين استخدما لؤي وكادا يقتلانه. وحسب ما قالته سارة، دخل هذان الرجلان إلى غابة العيون الحمراء، وهي تعرف كيف تصل إليهما لأنّها، على عكس لؤي، تتذكّر طفولتها الّتي عاشت معظمها في موطن القبيلة في عمق الغابة.

حينما خرج ريان ونغم بعد انتهاء المحادثة، تنهّد ريان وقال "يبدو بأنّ الأمور تتعقّد من كلّ جانب"

"سيكون علينا حلّها واحدة تلو الأخرى" قالتها نغم مبتسمة فابتسم ريان وقال "من الجيّد أن يكون لدينا شخص متفائل في الفريق"

واصل كلاهما السير في الممر ثمّ قالت نغم بعد قليل من الصمت "كيف كانت رحلتك؟"

لم يكن سؤالا متوقّعا بالنّسبة لريان الّذي لم يكن يحصل من نغم سوى على 'أهلا بعودتك' حينما يغيب. حدّق ريان بنغم وهو يشعر بأنّها سألت لأنّها ترغب بمتابعة التحدّث معه. كان أمرا غريبا، لكنّه لم يزعجه، ولهذا قرّر أن يخبرها عن رحلته وعمّا حدث في المنطقة الوسطى.

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن