كانت نور تحمل ضمادات وأدوية وأشياء أخرى، وقد عرف رامز بأنّها لاحظت جراحه وجاءت لمساعدته. ابتسم رامز عند رؤية ذلك فقالت نور بصوت خافت "هل يمكنني الدخول؟ لن أقترب من لينا"
"تفضلي" قالها رامز وسمح لها بالدخول. حدّقت نور بلينا النائمة على السرير ثمّ ابتسمت ووضعت ما تحمله على الطاولة الصغيرة وقالت "أرني ذراعك"
كان رامز يرغب بأن يقول بأنّه يستطيع فعل ذلك بنفسه، لكنّه شعر بأنّ نور لن توافق على ذلك، حينها قرّب ذراعه منها بصمت. كان كلاهما يحاول أن يحافظ على الهدوء كيلا تستيقظ لينا.
بدأت نور بتطهير الجراح وهي تعلم بأنّ ذراع رامز نزفت لمدّة طويلة ولم يكن من الجيّد تركها دون علاج. حينما انتهت نور من ربط الضماد قالت "هناك ملابس في ذلك الكيس، أعطها للينا حينما تستيقظ"
"شكرا لك" قالها رامز مبتسما فقالت نور "أخبرنا حينما نستطيع رؤية لينا"
غادرت نور بينما عاد رامز للجلوس بجانب لينا. حينما شعر بالراحة وهو ينظر إليها نائمة بهدوء، بدأ يشعر بألم ذراعه بشكل أقوى، وشعر بأنّ جسده كلّه منهك. لم يكن متعبا فقط من رحلة طويلة، بل كان التعب النفسي قد تراكم وحان الوقت ليخرج أخيرا. لم يكن رامز يعرف ما الّذي يجب أن يقوله للينا حينما تستيقظ. كان يريد أن يسألها عمّا حدث، وسبب حدوثه، كان يتمنّى أن يجبرها على إخباره بكلّ شيء عن حياتها وعلاقتها بجبل الظلام، وكان يتمنّى أن يخبرها بأنّه يشعر بالخيبة لأنّها أخفت عنه وخدعته. لكنّه لم يكن يعرف إن كان سيحصل على ردّ فعل إيجابي أو سيؤدّي ذلك إلى إفساد علاقته بها.
اختفى لير فجأة، وقد عرف رامز بأنّ لينا استدعته، وهو ما يعني بأنّها بخير الآن. واصل رامز التحديق بلينا والأفكار تدور برأسه إلى أن فتحت عينيها.
تفاجأ رامز ثمّ قال "لم تنامي كثيرا"
رفعت لينا نفسها لتجلس وقالت وهي تضع يدها على رأسها "أنا بخير الآن"
كانت تبدو في حالة سيّئة، فملابسها كانت تبدو متجعّدة وشعرها فوضوي. حدّق بها رامز قليلا ثمّ قال "تبدين مضحكة"
ابتسمت لينا حينما سمعت ذلك وقالت وهي تنظر إليه "أهذا ما تقوله لشخص تعافى للتوّ؟"
حينما التقت عيناها بعيني رامز، شعرت لينا بمشاعر مختلطة لم تفهم معناها، لكنّها عرفت بأنّها لا ترغب بمواجهته الآن. عادت لينا لتشيح بنظرها بعيدا عنه، فقال رامز "هل يمكنك الرؤية الآن؟"
"أجل" قالتها لينا ثمّ أضافت بعد لحظة من الصمت "أنا جائعة"
ابتسم رامز حينما سمع ذلك وقال "سأطلب منهم تحضير شيء لك"
وقف رامز ثمّ ذهب إلى الطاولة وعاد إلى سرير لينا وقال "هذه ملابس جلبتها لك نور"
"مممم"

أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantasíaلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...