قصّة جانبية: أوّل لقاء

18 3 3
                                    

حدثت هذه القصّة قبل حوالي ثلاث سنوات...

كان ظهور الصيّادة في القارة حديث الجميع، وقد كان الجميع ممتنّا لها لأنّها قامت بإغلاق جبال الظلام وامتصاص طاقة الظلام الّتي انتشرت في مختلف المناطق. لم يكن أحد يصدّق بأنّهم يستطيعون الآن أن يعيشوا حياة طبيعية دون أن يخافوا من انتشار طاقة الظلام وإيذائهم.

كانت طاقة الظلام تصيب النّاس بشكل عشوائي، وتصيب خاصّة من يقتربون من الجبل. وكان كلّ من يُصاب بتلك الطاقة يفقد وعيه ويلازم الفراش مريضا لمدّة طويلة بحمّى قويّة قبل أن يتعافى منها، وإن كان الشخص ضعيفا، فقد يفقد حياته، وقد حدث ذلك بالفعل لعدّة أشخاص.

تمّ تقديم لينا لسادة المناطق وقادة الفرسان في الاجتماع السنوي، وقد تمّ الاتفاق على قرارات مهمّة كانت من اقتراح لينا تقضي بأن يتمّ حراسة الجبال من قبل الفرسان لمنع أيّ أحد من الاقتراب، وبأنّها تضمن ألّا يتأذّى الفرسان طالما لا يقتربون من بوّابة الجبل. من ضمن الاتفاق أيضا، كانت لينا قد قرّرت مراقبة الجبال في جميع المناطق بشكل دوري للتأكّد من عدم خروج طاقة الظلام.

بعد ذلك الاجتماع، بدأت الصيّادة بالفعل جولتها، وكان الشرق آخر محطّة لها قبل أن تبدأ الجولة مرّة أخرى.

حصلت لينا في الشرق على ترحيب رسمي كبقيّة المناطق، وشعرت ثانية بالاختناق بمجرّد أن دخلت القصر. كانت لينا غير معتادة على مخالطة الكثير من الأشخاص، وبخاصّة حينما يستقبلونها بطريقة رسمية، لذلك لم تكن تمكث في أيّ مكان سوى يوم واحد فقط ثمّ ترحل. كان السفر متعتها الوحيدة، وكان بقاؤها وحيدة هو أفضل شعور على الإطلاق.

حينما دخلت لينا إلى غرفة الضيوف مع سيّد الشرق، استغربت كيف أنّه كان الوحيد الّذي دخل معها لأنّ مساعديه قالا بأنّهما مشغولين، وكذلك قائد الفرسان.

جلست لينا مع رامز وهي تشعر بالمزيد من الاختناق، فبقاؤها وحدها معه يعني بأنّه سيكون عليها التحدّث معه.

حدّق رامز بلينا وهو يلاحظ عدم ارتياحها، حينها قال "لا تبدين متعبة بالنّسبة لشخص يسافر كثيرا، رغم أنّ حصانك بدا مرهقا"

استغربت لينا ملاحظته وقالت "لا أعرف كيف أتعامل مع الخيول، أعتقد بأنّني أرهقته دون أن أعلم"

"من أين حصلت عليه؟"

"أعطاني إيّاه شخص ما حينما أنقذت القرية من طاقة الظلام" قالت لينا بهدوء فقال رامز "توقّعت هذا، ما رأيك بأن أمنحك حصانا مناسبا للسفر؟"

"لا أمانع ذلك، لكنّني لا أحمل معي الكثير من المال الآن"

لم تكن لينا تعلم بعد أسعار الأشياء، وذلك لأنّها لم تكن تحتاج للكثير على أيّ حال.

"سيكون هديّة منّي لك" قالها رامز مبتسما فقالت لينا مستغربة "أنت غريب"

"لماذا؟"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن