كان الجوّ غائما حينما وصلت لينا إلى عاصمة الجنوب، فقد توقّف المطر منذ أن دخلت إلى المدينة.
خلال سيرها في الطريق المؤدّي إلى قصر سيّد الجنوب، كانت نظرات الناس إليها بين إعجاب وحذر، فلم تكن لينا تمضي الكثير من الوقت في الجنوب، ولذلك لم يكن يعرف عنها السكّان هنا سوى أنّها تملك قوى مرعبة.
حينما اقتربت لينا من قصر الجنوب، أطلقت لير كعادتها ليعلن عن وصولها. وبالفعل، بمجرّد أن دخّلت حديقة القصر، وجدت في استقبالها ليندا مساعدة سيّد الجنوب، إضافة إلى قائد الفرسان ورئيس الخدم وعدد من الفرسان والخدم.
كانت ليندا فتاة شابة تملك شعرا بلون برتقالي قصير وعينين بنفس اللون، وقد كانت ترتدي بدلة رسمية كعادتها مكوّنة من سراويل وسترة طويلة تصل إلى الركبة. كانت تملك هيبة واضحة رغم صغر سنّها.
أمّا قائد الفرسان فهو طارق، وهو شاب ذو قامة طويلة وبنية جسدية عالية، يملك شعرا أزرق وعينين عسليتين، ويرتدي ملابس الفرسان.
ابتسمت ليندا حينما رأت لينا، وبمجرّد أن ترجّلت لينا عن فرسها، سمعت صوتا مفاجئا يقول "ها قد جئت أخيرا"
كان ذلك الصوت قادما من رجل لم يكن ضمن الفرقة الّي تجمّعت لتستقبل لينا. التفتت لينا إليه فقالت ليندا وهي منزعجة "من سمح لك بالمجيء إلى هنا؟"
كان يبدو شابا يرتدي ملابس عادية تبدو فاخرة إضافة إلى حذاء عالي.
تقدّم الرجل محاولا الاقتراب من لينا فوقف أمامه قائد الفرسان بصمت، وحينها قال الرجل وهو ينظر إلى لينا "لماذا تعتقدين بأنّه من حقّك اختيار من سيحكم الجنوب؟ أتعتقدين أنّ هذه الحمقاء الّتي لا تجيد حتّى استخدام السيف تصلح للحكم أكثر منّي؟"
فهمت لينا بأنّ مسألة اختيار سيّد الجنوب الجديد قد تقرّرت، ويبدو بأنّ عصام، وهو ابن عمّ ليندا، كان يطمع بالحكم وكان واثقا من فوزه، خاصّة وأنّ ليندا ليست سيّافة.
اكتفت لينا بالنظر إليه بصمت فقالت ليندا "أبعدوه من هنا"
وبالفعل أخذه الفرسان بعيدا بينما واصل هو الاعتراض والإساءة إلى ليندا بكلماته.
كان واضحا من تصرّفات الفرسان وقائدهم بأنّهم راضون تماما بفوز ليندا، فرغم أنّها ليست سيّافة، إلّا أنّها قائدة ممتازة وحكيمة، ولهذا وقف قائد الفرسان في صفّها.
اقتربت ليندا من لينا وقالت مبتسمة "أعتذر على ما حدث، وأهلا بك"
ابتسمت لينا وقالت "من الجيّد رؤيتك"
التفتت لينا إلى قائد الفرسان طارق الّذي اقترب مبتسما بدوره وقال "أهلا بك"
كات طارق ممّن تحبّ لينا التدرّب معهم على السيف، ولهذا كانت لها علاقة صداقة به تفوق علاقتها مع ليندا أو سيّد الجنوب.

أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantasíaلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...