رغم أنّ لينا أيقظتهم مبكّرا، إلّا أنّ سكّان الحصن لم يستطيعوا سوى الخروج تلبية لندائها لأنّ منظر الثلج كان مبهجا. رامز بدوره جهّز نفسه وخرج إلى الساحة، وبمجرّد أن اقترب من لينا قال "من أين لك الاستيقاظ مبكّرا هكذا؟"
"وهل يمكن أن أضيّع هذا المنظر؟" قالتها لينا مبتسمة فابتسم رامز وقال وهو ينظر إلى لير "يبدو بأنّ لير مستمتع أيضا"
اقترب لير من رامز وداعب خدّه، بينما كانت سيرين تراقب من النافذة مستغربة ذلك المنظر. حينما لمست لينا، عرفت بأنّ طاقة الظلام الّتي تملكها ليست سحرا حتما، لكنّها مع ذلك لم تكن تفهم ما هو ذلك الشعور المألوف الّذي شعرت به في ذلك الوقت. حتّى رؤية لير وهو يداعب شخصا آخر غير مالكه تشبه ما يفعله السحر الّذي يمارسه السحرة الكبار حينما يبدأ بالتصرّف وفقا لمشاعر الساحر.
لؤي بدوره خرج إلى الساحة، وبدأ المكان يمتلئ مع خروج مختلف الموظفين بما فيهم الحرّاس. انتبهت لينا إلى تحديق سيرين من النافذة، حينها لوّحت لها بيدها. كانت سيرين بدورها تتمنّى أن تخرج، لكنّها لم تكن تعلم إن كانوا سيسمحون لها، لكن حينما رأت رامز قد أشار لها بيده للخروج، ابتسمت وعادت لغرفتها لارتداء ملابس مناسبة.
"سأكون في فريق لينا" قالها لؤي مبتسما فقال رامز "أنا واثق بأنّ الجميع سيرغب بأن يكون في صفّ لينا"
"هل تشعر بالغيرة؟" قالتها لينا مبتسمة فابتسم رامز وقال بصوت مرتفع "من يرغب بالمشاركة في المباراة يختار إمّا فريقي أو فريق لينا"
قرّر الحرّاس عدم المشاركة لأنّهم قد يؤذون الآخرين، وبهذا بدأت أجواء مرحة من اختيار الفريق، بينما قرّر بعض الموظّفين المشاهدة فقط. حينما خرجت سيرين إلى الساحة، كان هناك فريقان بالفعل، وقد ذكّرها ذلك بأجواء الشتاء حينما كانت في الامبراطورية مع السحرة الآخرين. سيرين بدورها قرّرت أن تشاهد فقط، لأنّها لم تكن تريد أن تمرض ثانية ويواصلوا منعها من ممارسة السحر.
تحوّلت الساحة في لحظات إلى فوضى مع تطاير الثلوج في كلّ مكان، وجذبت الضوضاء والضحكات ريان أيضا الّذي استغرب الضجة الّتي استطاع سماعها من جناح الفرسان. لم يكن وضع الفرسان مختلفا أيضا، فبمجرّد أن سمعوا صوت لير ورأوا الثلوج في الخارج، خرج الجميع للاستمتاع بالمنظر.
حينما همّ ريان بالعودة إلى جناح الفرسان، انتبه لدخول نغم من البوّابة على ظهر الحصان. كان ذلك منظرا يراه نادرا، فنغم كانت تستخدم العربة دوما. لكن لم يكن ريان يحتاج للسؤال، فمع كثافة الثلج، لن تكون العربات قادرة على التنقّل.
تفاجأت نغم بمنظر كرات الثلج أمامها، وقد عرفت فورا بأنّ لينا هي صاحبة الفكرة حتما. حدّقت نغم بذلك المنظر مبتسمة ثمّ تفاجأت بريان الّذي اقترب منها قائلا "منظرك على الحصان يبدو غريبا"
أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantasíaلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...