الفصل 38: ترقّب

30 2 0
                                    

في الشرق، دخل عماد إلى غرفة لؤي حاملا رسالة في يده وقال بمجرّد أن أغلق الباب "لقد تلقّيت رسالة من رامز، لقد وصلوا بالفعل إلى الوسط"

كان لؤي جالسا على الأريكة يعمل كعادته، ورغم أنّ الطبيب نصحه بالبقاء في السرير لتسريع عملية الشفاء، إلّا أنّه لم يعد يستطيع البقاء في السرير طوال الوقت.

رفع لؤي رأسه نحو عماد وقال "ماذا عن لينا؟"

"آخر ما وصل كان رسالة مدير مركز دان بأنّها غادرت برفقة نور، لا جديد غير ذلك"

"هل سيتمّ عقد الاجتماع؟"

جلس عماد مقابلا لؤي وقال "لم يحدّد الملك ذلك، ورائد ليس في المنطقة الوسطى"

تفاجأ لؤي وقال مستغربا "أين هو؟"

تنهّد عماد وقال "غالبا هو متوجّه إلى الغرب، قال رامز في رسالته بأنّ الملك أخبرهم بأنّ الأمير كان قادما إلى الوسط من الغرب، ومن المفترض أن يصل في أيّ لحظة، لكنّ رامز يشكّ بأنّ الأمير كذب على والده وهو إمّا في الغرب أو متوجّه إلى هناك"

قدّم عماد الرسالة إلى لؤي الّذي قرأها بتمعّن ثمّ قال بعد أن وضعها على الطاولة أمامه "ذلك الرجل مهووس بلينا، من الواضح بأنّه ينوي فعل شيء ما"

"صحيح، لحسن الحظ بأنّها ليست وحدها"

كان عماد وسامي يقومان بتبادل الرسائل باستمرار مع الشمال وقرية دان، وقد استطاعوا بفضل ذلك تأمين حدود الشرق والشمال للتصدّي لأيّ محاولة هجوم من الغرب.

في المنطقة الوسطى، كان جميع سادة المناطق هناك، ما عدا سيّد الغرب الّذي أرسل مساعدته لأنّه كان مضطرّا للبقاء في الغرب إلى أن تصل لينا وتتعامل مع تسرّب طاقة الظلام.

كان جميع سادة المناطق وقادة الفرسان في غرفة الاستقبال بانتظار الحصول على جدول الاجتماع. عادة ما يكون وقت اجتماعهم غير الرسمي هذا فرصة للتحدّث وتبادل الأخبار، لكن مع ما يجري في الغرب ومع غياب الأمير غير المبرّر، فقد كان الجميع على أعصابه.

جلس رامز وإلياس معا، وكان أوّل ما قاله إلياس هو "ما رأيك بليندا؟"

ليندا هي سيّدة الجنوب الجديدة، وقد جاءت إلى الاجتماع مع سيّد الجنوب الحالي لتسليم السلطة لها. كانت ليندا شخصا ذكيّا وحذرا، ولهذا لم تقترب من أيّ شخص، بل حافظت على مسافة من الجميع.

"طالما أنّها لن تقف في صفّ إسحاق أو الأمير فهي لا تشكّل خطرا" قالها رامز وهو ينظر إليها، لكنّه سرعان ما حوّل نظراته حينما شعر بأنّها انتبهت لتحديقه.

"شخصيا أعتقد بأنّها ترسم خطّة ما" قالها إلياس مبتسما فقال رامز "أنا لا أثق بها، لكنّني أثق بطارق قائد الفرسان، هو لم يكن ليقف بصفّها لو أنّها لم تكن مناسبة للمنصب"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن