الفصل الثالث: في قبضته

83 8 0
                                    

كان الوقت متأخّرا كثيرا حينما عادت لينا إلى القصر، وحينما عبرت البوّابة الرئيسية واستقبلها الحرّاس كالمعتاد، عرفت بأنّ رامز قام باحتواء ما حدث. دخلت لينا بوّابة القصر الداخلية، وبمجرّد أن رآها الحارس تقدّم نحوها وقدّم لها رسالة قائلا "تركت لك المدبّرة نغم رسالة"

كانت لينا تتوقّع أن يقول رامز، لكنّها استغربت لماذا قد تترك لها نغم رسالة مع الحارس. شكرت لينا الحارس وهمّت بصعود الدرج وهي تفتح الورقة لتجد ملاحظة فيها 'رامز يرغب برؤيتك عند عودتك، تعالي إلى غرفتي إن احتجت إليّ'.

عرفت لينا من الرسالة بأنّ نغم لم تذهب لمنزلها بل تمضي اللّيلة في القصر، لكنّها لم تستطع التركيز سوى على طلب رامز رؤيتها وهو أمر لم تكن تتوقّعه.

واصلت لينا صعود الدرج وهي لا تدري ما الّذي عليها فعله أو ما الّذي يجب قوله، وقبل أن تدرك وجدت نفسها أمام غرفة رامز. تردّدت لينا أمام الباب إلى أن فوجئت بصوت خطى الأقدام يقترب من الباب من الجهة الأخرى، يبدو بأنّ رامز قد انتبه لوجودها وهو على وشك فتح الباب.

تجمّدت لينا في مكانها وهي تسمع صوت اقتراب رامز من الباب، وحينما قام بفتحه قال مباشرة "هل نسيت كيفية طرق الباب؟"

حدّقت لينا برامز للحظات وهي مستغربة لماذا كان يستقبلها بابتسامة وكأنّ شيئا لم يكن، لكن سرعان ما أشاحت بنظرها عنه فقال "ادخلي"

دخلت لينا وجلس كلاهما متقابلين فقال رامز "تأخّرتِ كثيرا"

"كنت مع رؤى"

"توقّعت ذلك"

"لم أعلم بأنّك كنت تنتظرني" قالت لينا بهدوء فقال رامز "إذن لم تكن لكِ أيّ نيّة لرؤيتي لولا أنّني طلبتُ ذلك؟"

شعرت لينا بأنّها ارتكبت خطأ آخر، لذلك قالت بارتباك "لم أقصد، أعتذر"

استغرب رامز اعتذارها المفاجئ ثمّ قال مبتسما "لا بأس، لكن ألّا يجب أن تنظري إليّ وأنت تتحدّثين؟"

رفعت لينا رأسها والتقت عيناها بعيني رامز فقال دون أن تختفي ابتسامته "أعلم بأنّك تشعرين بالذنب، لكن لديّ شرط قبل أن أسامحك"

كانت لينا تعتقد بأنّها ربّما قد حطّمت علاقتها مع رامز إلى الأبد، لكن أن تسمع منه بأنّه مستعدّ لمسامحتها بهذه السهولة جعلها تشعر بأنّ روحها قد عادت إليها. لكن في نفس الوقت، شعرت لينا بالخوف من هذا الشرط، فهناك أشياء كثيرة لم تخبر بها رامز عن حياتها ونشأتها وقواها الغريبة، وهي أمور لازالت لا تستطيع البوح بها.

أخذت لينا نفسا عميقا وقالت "ما هو الشرط؟"

"أخبريني عمّن تبحثين"

ابتسمت لينا ابتسامة مرتبكة فأضاف رامز "أنا لن أسألك عن أشياء لا تستطيعين إخباري بها، بل سأنتظر إلى أن تخبريني بها بنفسك، لكنّني أملك الحقّ في معرفة السّبب الّذي جعلك تشكّين بي"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن