الفصل 59: مشاكل الأزواج

24 3 3
                                    

كانت نور تتوقّع بأنّ سيف كان يخفي شيئا ما، لكنّها لم تتوقّع أن يكون أمرا يتعلّق بصحّتها. ابتسمت نور وقالت وهي تحافظ على هدوئها "هل طلبت من الطبيبة إخفاء ذلك عنّي؟"

"أجل، كنت أعلم بأنّ معرفة هذا الأمر ستزعجك، ولم أتوقّع بأنّك سترغبين بطفل آخر"

تنهّدت نور واكتفت بالصمت الّذي أقلق سيف. عادة ما تظهر نور غضبها أو حزنها، وهو شيء يستطيع التعامل معه، لكنّه كان دائما يخاف من صمتها لأنّه لا يستطيع أن يفهم ما الّذي يخفيه ذلك الصمت.

"نور، يمكنك أن تقومي بالفحص ثانية فربّما يكون الأمر قد تغيّر عمّا كان عليه قبل خمس سنوات، أنا لن أمانع ذلك" قالها سيف متوقّعا ردّ فعل من نور، لكنّها تنهّدت ثانية واكتفت بالصمت فقال سيف مبتسما "أعلم بأنّك غاضبة، لكن على الأقلّ قولي شيئا"

"ليس لديّ ما أقوله، طلبت منك عدّة مرّات أن تتوقّف عن إخفاء الأشياء عنّي، لكنّك في النهاية تفعل ما تريده فقط"

سيف كان يعتقد بأنّ الخبر سيكون صادما لها وستكون حزينة لعدم قدرتها على تبنّي طفل آخر، لكنّه لم يتوقّع أن يكون صمتها بسبب غضبها منه.

"أنا لا أفعل ذلك عنادا، أنا فقط أقلق عليك ولا أستطيع إخبارك ببعض الأمور"

"أتساءل كم من الأسرار تخفي عنّي"

ابتسم سيف وهو يعرف بأنّه في موقف صعب ثمّ قال "أعتقد بأنّني أخبرتك قبل زواجنا بأنّني رجل صعب المراس ومع ذلك وافقت على الزواج بي"

كان ذلك أشبه بالسخرية، وكادت نور أن تبتسم، لكنّها تمالكت نفسها وقالت "هل تضع اللّوم على اختياري لك بعد ثلاثة عشر سنة على الزواج؟"

"فقط أقوم بتذكيرك"

"كم أنت مزعج، لا أستطيع حتّى أن أغضب وأغادر المنزل بعد إغلاق الباب بقوّة مثل بقية النساء"

ضحك سيف ممّا قالته وقال "هل حقّا تتمنّين فعل ذلك؟"

ما قالته نور لم يكن مجرّد سخرية، فسيف لم يكن يسمح لأيّ نقاش أو شجار بينهما أن يتحوّل لشيء أكبر، فقد كان يقوم بحلّ المشكلة في نفس اليوم حتّى لو كانت نور هي المخطئة. وبعد أن تكرّر ذلك، أصبحت نور غير قادرة على الغضب منه حتّى لو كان يحقّ لها ذلك، وكانت دوما ما تقول 'أنا منزعجة من نفسي' أو 'غاضبة من نفسي' حينما يسألها إن كانت غاضبة. كان سيف يشعر بالكثير من الامتنان حينما كانت تقول تلك العبارة، وقد أخذت عهد ابنته تلك العبارة أيضا من والدتها، ولم يسبق أن قالت بأنّها غاضبة منه حتّى حينما يعاقبها بحرمانها من الخروج أو من التدريب.

ابتسمت نور ووقفت فقال سيف "إلى أين؟"

"إلى المتدرّبين الصغار"

وقف سيف بدوره واقترب من نور وقال "هل أنت حقّا بخير؟ كنت أتوقّع ردّ فعل أقوى من هذا"

"أنا بخير، سأقوم بزيارة الطبيبة حتما لعلّها تجد حلّا ما، لكنّني سأكون بخير في كلّ الأحوال"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن