الفصل 68: أشتاق لك

24 2 2
                                    

لاحظ سيف ارتباك لينا وتردّدها للإجابة على سؤاله، حينها ابتسم وقال "لا أقصد أن أجبرك على الإفصاح عمّا لا تريدين الإفصاح عنه، لكنّ الأمر يتعلّق بابنتي لذلك من حقّي أن أعرف ما يحدث"

كانت لينا تثق بسيف وبنور وتعلم بأنّهما يثقان بها أيضا، لكن رغم ذلك، كان التحدّث عن ذلك الرجل أمرا ثقيلا عليها ولم يكن سهلا حتّى حينما اضطرّت لإخبار رامز عنه.

تنهّدت لينا بعمق بعد قليل من الصمت ثمّ قالت "كنتُ أبحث عن هذا الرجل... منذ فترة طويلة، لكنّني لا أعلم عنه أيّ شيء، ولا حتّى شكله، كلّ ما أعرفه هو أنّه يملك طاقة الظلام مثلي"

"إذن هل يحتاج لقدرة عهد على الشعور بطاقة الظلام؟"

"لا أعلم، لكن في الحقيقة، هناك شيء آخر أخبرني به حسام، يملك الرجل بشرة سمراء وعينين ذهبيتين"

"إذن فهم مرتبطون بالدم" قال سيف بهدوء فقالت نور "حلّ هذا اللغز بيد إلياس"

"أعلم هذا" قالت لينا ثمّ أضافت "لكنّني واثقة بأنّ إلياس لا يكذب، حتّى هو لا يعلم لماذا تشبهه عهد ولا لماذا يستطيع الشعور بطاقة الظلام، لازال يبحث في الأمر وعلى حسب آخر ما أخبرني به حسام، فهو لم يصل لشيء بعد"

"دعونا نواصل التصرّف بهدوء، لننتظر إلى أن يعرف إلياس شيئا ما أو إلى أن يقوم الرجل بإظهار نفسه ثانية" قال سيف بهدوء فقالت نور "هل يسعى هذا الرجل خلفك طالما قد تعمّد جرّك إلى الغرب وفتح طاقة الظلام؟"

"ربّما، لا أعلم الكثير، فقط أعلم بأنّه شخص خطير عليّ إيقافه" قالت لينا بهدوء مزيّف عرف منه سيف بأنّها لا ترغب بالتحدّث عن ذلك الرجل، لذلك وقف وانتقل للجلوس بجانبها وقال وهو ينظر إليها "تعلمين بأنّني أثق بك، وأنا لا أريدك أن تتأذّي تماما كما أحرص على سلامة عهد، لذلك سأثق بأنّك لن تخفي عنّي شيئا مهمّا حتّى لو كنت لا ترغبين بالإفصاح عن ماضيك، اتفقنا؟"

لينا كانت تعلم بأنّ التعامل مع سيف لا يشبه التعامل مع رامز، فرامز يجعلها تفعل ما يريده لأنّها تخشى غضبه، أمّا سيف فلا يحاول إجبارها لكنّه يجعلها تتحمّل مسؤولية أفعالها نحوه ونحو عائلته. بالنّسبة للينا، التعامل مع رامز أسهل، فهي تحصل على بعض الحرّية وتترك النتائج له، بينما سيكون عليها الحرص على عدم الكذب على سيف لأنّها تعلم بأنّه سيبعدها عن عائلته إن تسبّبت بأذيّتهم.

ابتسمت لينا وتنهّدت بعمق ثمّ قالت "كما تريد، لا أدري لماذا أنا محاطة بأشخاص مرعبين!"

ابتسم سيف بدوره وهو يشعر بالراحة وقال "أن تكوني محاطة بأشخاص يهتمّون بك هو أمر مميّز حتّى لو كنت لا تفهمينه تماما، لذلك لا تفقديهم"

صحيح بأنّ لينا لم تكن تفهمه تماما، لكنّها كانت تعلم بأنّ سيف كان أحد أولئك الأشخاص الّذين يهتمّون بها، وكان ذلك يشعرها بالدفء. التفتت لينا نحو عهد وهي تعلم بأنّه حتّى لو لم يكن سيف صارما معها، فهي لن تفعل أيّ شيء يسبّب الأذى لعهد.

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن