الفصل 37: نحو الغرب

35 1 0
                                    

بعد يومين من المسير، وصل كلّ من لينا وحسام إلى مشارف قرية دان. كانت الرحلة هادئة وصامتة بين الاثنين، وذلك لأنّهما كان يسيران طوال الوقت مع استراحات قليلة ووجيزة. قبل دخول قرية دان بقليل، قال حسام وهو ينظر إلى لينا "حالتك لا تبدو جيّدة أبدا"

"هل يمكن أن تتوقّف عن التحديق بي؟"

ابتسم حسام وهو يعرف بأنّها تخفي شيئا ما، لكنّه كان يعرف بأنّها لن تتحدّث. كان مبدأ حسام في الحياة بسيطا جدّا، أن يهتمّ بشؤونه وشؤون رجاله فقط، وألّا يرحم من يقف في وجهه. لكنّه حينما رأى ندى الّتي كانت قصّتها مشهورة في قرية ساي، شعر ببعض تأنيب الضمير. كان حسام يدرك بأنّه لا يستطيع إنقاذ الجميع، لذلك من الأفضل ألّا يتدخّل فيما لا يعنيه. ورغم ذلك، لم يستطع ترك ندى، وبدأ بالبحث عن طريقة يمكن أن يساعدها من خلالها دون أن يتدخّل. لكن قبل أن يحدث ذلك، جاءت الصيّادة الّتي لا تفهم المشاعر وحاولت أن تفهم وساعدتها دون شروط ودون أسباب. شعر حسام في تلك اللّحظة بأنّه يدين للصيّادة، ليس فقط لأنّها جعلته يرى عيوبه لأوّل مرّة، بل لأنّها منحته شخصا مثل ندى.

والآن، لا يريد حسام أن يكون متفرّجا بينما يملك القوة، ولأنّه يعرف بما يحدث من تحرّكات، فهو يعلم بأنّ سيّد الغرب سيفعل أيّ شيء ليحصل على طاقة الظلام أو ليحصل على لينا وطاقتها، ولهذا قرّر مرافقتها وحمايتها.

"على الأقلّ أخبريني بما يجب أن أفعله في الغرب"

التفتت إليه لينا وهي تعرف بأنّه يعني ما قاله، حينها قالت "قد أفقد السيطرة، لذلك حاول ألّا تتأذّى، ولا تسمح لأحد بالاقتراب منّي أيّا كان، بخاصّة سيّد الغرب أو الأمير"

"سيّد الشرق غير معني بهذا صحيح؟"

فكّرت لينا مع نفسها قليلا ثمّ قالت "أجل، مع أنّني أتمنّى ألّا تصل الأمور إلى هذا الحد"

كانت لينا تعلم بأنّ الطاقة الّتي تشعر بها في الغرب كبيرة، وذلك يعني بأنّ احتمال وجود الشخص الّذي تبحث عنه هناك هو احتمال كبير. لم تكن تعرف ما الّذي قد يحدث، ولهذا هي لم تخبر رامز بأنّها تشعر بها. لقد واصلت التجوّل طوال هذه السنوات الثلاث بحثا عن ذلك الرجل، وإذا ما عثرت عليه وتخصّلت منه، فسيكون بإمكانها العودة إلى هناك، حيث الهدوء.

اتجهت لينا إلى منزل سيف مباشرة مع حسام، فقد كانت الشمس على وشك المغيب ممّا يعني بأنّهما سيكونان في المنزل. حينما وصل الاثنان إلى المنزل، ترجّل كلاهما عن حصانه، وفوجئا بالباب قد فُتح حيث خرج سيف قائلا "أهلا بعودتك"

"من الجيّد رؤيتك" قالتها لينا بابتسامة ثمّ التفتت إلى حسام وقالت "لديّ بعض الرفقة هذه المرة"

"أعلم" قالها سيف ثمّ تقدّم من حسام وقال "من كان يتوقّع أن يقدّم البرق المساعدة"

ابتسم حسام بدوره وقال "لأنّني أدين لها"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن